تعتبر فرصة البطولة المطلقة هي كنز لكل فنان يحلم بها، خصوصًا إذا كانت رحلته تحمل دأب وشغف بحب المهنة، ولكن ماذا إذا كانت هذه الفرصة تحمل اسم كاتب مهم و استثنائي ؟ وماذا إذا كان المشروع يتعلق بقضية شائكة تخص الوطن والمواطن في الماضي والحاضر؟ لم تكن تجربة مسلسل "الجماعة 2" والذي استكمل به الكاتب وحيد حامد سرده لتاريخ الجماعة الإرهابية مجرد مشروع درامي، إلا أنه وثيقة ومرجعية لمن يريد قراءة المرحلة الحالية بعناية وربطها بالتاريخ السياسي للتطرف الديني. وما يزيد من أهمية الموضوع هو ما منحه الكاتب من فرصة ليكون البطل الأساسي لمشروعه وتجسيد شخصية سيد قطب، فنان يخوض تجربة البطولة المطلقة للمرة الأولى على الرغم من عمله لسنوات بالمسرح والتلفزيون من قبلها، هنا تكمن العين الثاقبة للكاتب الذي يضع ثقته في موهبة، يعرف أنها ستكون تميمة النجاح لمشروعه، وهو ما حدث بالفعل مع الفنان محمد فهيم الذي حقق نجاحًا كبيرًا كبطل للجزء الثاني من مسلسل "الجماعة2".
وتحدث «فهيم» ل «بوابة الأهرام» عن علاقته بالأستاذ ولماذا يعد من وجهة نظره كاتبًا استثنائي ًّا؟، قائلا أن «اسم الأستاذ وحيد حامد عندما يذكر ترتبط به أشياء كثيرة، منها صور من أفلامه ومسلسلاته وتاريخ وهيبة وعظمة وفخر كبير، مثلما يحدث عند ذكر اسم النيل أو الأهرامات، لأن كلها أسماء مرتبطة بصورة ترسم في الخيال، ولها حب وتاريخ كبير بداخل كل شخص». وأضاف أن وحيد حامد مصدر وحي لأجيال بات لديها سيل من الأفكار المهمة والجميلة والقوية التي تحب أن تكتب وتتكلم عنها وتقدمها في شكل فني، ولا يوجد فنان واعي في مصر لم يقل جملة (نفسي أعمل فيلم من أفلام وحيد حامد ). وتابع «الأستاذ « استثنائي » لأنه قريب جدًا من الشعب المصري والعربي، ودائما الجمهور والشعوب تحب الإنسان الذي يمثلها ويعبر عنها ويتحدث عن همومها، كما أنه اسمه يوحي إليك بالجرأة في طرح الأفكار والقراءة الجيدة للمستقبل، بسبب قراءته للتاريخ بشكل كبير وخبراته التي اكتسبها علي مدار سنين. وأكمل «الجلوس في حضرة أستاذ وحيد ساعة تكسبك خبرة عشر سنين في الحياة، ويا سلام لو القعدة دمها خفيف يبقي صوت الضحك ده تسمعه من نيل القاهرة لأسوان من خفة دمه وسرعة البديهة، والمباغتة في القافية اللي بتتقال». وأشار إلى أن وحيد حامد قيمة مضافة للفن المصري حقيقي، وهو حامل أختام قلوب وعقول الجماهير، وكان لي الشرف أن أقابله وأعمل معه في مشروع مهم مثل الجماعة 2، خصوصًا وإن السيناريو الذي كتبه «الأستاذ» كان واقعيًا بشكل كبير، كما كان يكتبه وهو مريض، فقد تضمن السيناريو وصفًا دقيقًا وجمل حوارية كتبت بعناية كبيرة، وتحديدا في مشاهد المستشفي التي عولج فيها قطب. واختتم «كان لي الشرف أني أعمل مع هذا الرجل المصري العظيم، الذي تربطني به كل الحب والود والتقدير، وفخور بالتكريم الذي سيتم له في مهرجان القاهرة السينمائي بعد أيام».