"الشباب" تكشف مافيا صفحات الإخوان الوهمية على فيس بوك وتويتر جروبات سرية وهاشتاجات وهمية.. وذباب إلكتروني يتحرك وفقا للتعليمات صفحات مزيفة لوزراء ومسئولين وجهات سيادية لبث الشائعات والأخبار الكاذبة أخطر الحسابات "شيزوفرينيا" و"فانتازيا" و"لكي الله يا مصر" و"مانديلا" خبراء: الإخوان تشتري آلاف الحسابات الوهمية من شركات هندية لاستخدامها في الحشد باحث في الجماعات الإسلامية: الإخوان تتبع استراتيجية "خرطوم الأباطيل"! ابتكرت التنظيمات الإرهابية أحدث أنواع الحروب في القرن الحادي والعشرين، وهي الحرب التي تُدار ب "الكي بورد"، وتُوصف بحروب "الجيل الخامس" حيث تعتمد بشكل أساسي على ما يسمى "الفيك بوك" أو ال Fakebook أو الحسابات الوهمية على الفيس بوك وتويتر، والتي تديرها جروبات ومجموعات سرية تنتشر في الفضاء الإلكتروني لإطلاق هاشتاجات وهمية ودعوات تحريضية ضد أمن وسلامة الوطن.. وفي السطور التالية نكشف لكم عن أبعاد هذه الخديعة الكبرى التي تستهدف ضرب الرأي العام وإشاعة الإحباط والتوتر الاجتماعي أملا في العودة بالوطن للمربع صفر من جديد.. فمن يقف وراء هذه الظاهرة؟ وكيف يقوم تنظيم الإخوان بالخارج بعمليات الحشد والتعبئة الدائمة للذباب الإلكتروني؟ ولماذا تتقاعس مواقع التواصل الاجتماعي عن اتخاذ إجراءات حاسمة مع التنظيمات الإرهابية في هذا الشأن؟.. التفاصيل في السطور التالية: فيك بوك! في البداية، يتعرض موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك لأبشع أنواع الاستخدام من جماعة الإخوان وكافة التنظيمات المارقة التي تمارس الكذب والأباطيل من خلاله، هذا ما أكدته "صوفي زانج" الموظفة السابقة بالفيس بوك حيث ذكرت مؤخرا في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز": إنه على الرغم من أن التطبيق أجرى تحسينات لمكافحة المعلومات المضللة في العالم، إلا أنه كان بطيئا- ولا يزال- في التعامل مع الحسابات المزيفة، بل إن هناك محاولات من حكومات أجنبية وتنظيمات مارقة لاستخدام المنصة بشكل سيئ وعلى نطاق واسع لتضليل المواطنين. كشفت هذه التصريحات التي أثارت جدلا عالميا واسعا عن مدى فشل إدارة الفيس بوك في مراقبة النظام الأساسي الذي يستخدمه أكثر من 2.7 مليار شخص، وهو ما أكده تقرير مثير آخر لشركة "جرافيكا" العالمية، والتي عملت مع فيسبوك، حيث قدمت تفاصيل بشأن نشاطات تخريبية باستخدام "برامج روبوتية" تعمل على نشر سياسات مؤيدة لدولة خليجية معروفة برعايتها للإرهاب. كما رصد تقرير للفيس بوك بشأن "الحسابات المزيفة"، تفاصيل الصفحات والحسابات التي أزالها الموقع، والغريب أن معظم الحسابات المحذوفة تتخذ من الهند مقرا لها، نظرا لتميزها في مجال البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات. في هذا الإطار، يقول باسل نوفل- خبير متخصص في السوشيال ميديا-: إنه حتى الآن يستبعد أغلب خبراء السوشيال ميديا أن يكون للفيس بوك دور مباشر في توظيف الجماعات الإرهابية له، ولكن في المقابل هناك صعوبات فنية كبيرة تواجهها شركة الفيس بوك في مواجهة النشاط المزيف والمتمثل في هذه الحسابات، فمن السهل إزالة أي حساب على الموقع لكن المشكلة أنه أثناء إزالة الحسابات الوهمية قد يقوم الموقع بإزالة حسابات أخرى تخص أشخاصا حقيقيين لكن بشكل عام تقوم جماعة الإخوان باستخدام الموقع بشكل مخطط ومدروس من خلال مجموعة من اللجان التي تعمل بشكل أشبه بالخلايا المنفصلة التي تتبع نظاما واحدا، فهناك مجموعات وجروبات مغلقة على الفيس بوك تضم الأعضاء النشطين على الفضاء الإلكتروني وكل عضو لديه أكثر من حساب وهؤلاء يتم تحريكهم في توقيت واحد للتعليق على دعوة أو بوست أو التفاعل مع هاشتاج معين، ولذلك ينشطون مثل الذباب الإلكتروني مما يعطي إيحاء بأن هناك إجماع على قضية معينة، أيضا هناك مجموعة كبيرة من الحسابات التي يبدو في الظاهر أنها لا تحمل توجهات سياسية واضحة ولا تحمل اسما له دلالة مثل صفحة "أهلي وزمالك" أو "إسكندرية" أو غيرها، هذه الصفحات تحمل عشرات الآلاف من المتابعين وأغلبهم أفراد عاديون بلا انتماءات ولكن ما يحدث أنه يتم خداعهم ب "كوميكس" أو بوست يحمل موقفا معارضا للدولة، وبعض هذه الصفحات تتبع جماعة الإخوان ويتم توظيفها بشكل غير مباشر. ويضيف نوفل: إن هذه الظاهرة واضحة بشدة على الفيس بوك، لكن الأمر يختلف بعض الشيء على موقع تويتر، وذلك لأن مستخدمي تويتر في مصر قلة بالمقارنة بمستخدمي الفيس بوك، ولذلك فإن تنظيم الإخوان يبدو ناجحا في إطلاق هذه الهاشتاجات الوهمية على الموقع، وبالمناسبة من السهل جدا السيطرة على تويتر وتوجيهه من أجل أن تخلق تريند أو اتجاه معين. بزنس التريندات أصبح موقع تويتر من أهم وأخطر مواقع التواصل الاجتماعي التي يتم استخدامها في إطلاق هاشتاجات وتريندات مزعجة من خلال آلاف الحسابات الوهمية التي لا تعبر عن مواطنين حقيقيين وإنما يتم توظيف هذه الحسابات لخلق انطباع معين لدى الرأي العام بأن هناك إجماع على موقف معين.. ومن أمثلة هذه الحسابات "شيزوفرينيا"، وحساب "فانتازيا"، وحساب "لكى الله يا مصر"، وحساب مانديلا، وحساب "مجهول"، وحساب "مصري"، وحسابات أخرى تحمل أسماء "أم محمد - إسماعيل باشا - مصر المحتلة". ووفقا لما كشف عنه أحد المواقع المتخصصة في تحليل المواقع فإن أغلب المشاركات على هاشتاجات الإخوان تقوم على استخدام حسابات من خارج مصر وتحديدا من الهند وقطر. ولم يتخذ تويتر موقفا صارما تجاه هذه الحسابات التي تتعارض تماما مع سياسة الموقع، حيث يُوصف موقف تويتر في هذا الشأن بالكثير من التردد والتناقض أيضا، وهو ما دفع بعض الخبراء لإثارة شكوك حول النوايا الحقيقية للتطبيق، ففي بعض الأحيان يتجاهل الموقع هذه الحسابات، وفي مواقف أخرى يقوم بحذف الكثير من هذه الحسابات، حيث بادرت إدارة تويتر بإغلاق آلاف الحسابات المضروبة في مصر والعالم العربي على تويتر والتى لوحظ أنه تم تدشين أكثر من 90% منها خلال الأسابيع الماضية، حيث أعلن تويتر أنه "للحفاظ على بيئة آمنة للمستخدمين، قد نقوم بتوقيف الحسابات التي تنتهك قوانين تويتر. وقد تتضمن الأسباب الشائعة للتوقيف ما يلي: الرسائل المزعجة: يتم توقيف معظم الحسابات بسبب إرسالها رسائل مزعجة، أو أنها تبدو حسابات مزيفة وتتسبب في مخاطر أمنية". ويبدو أن هناك صعوبات وتحديات كبيرة تواجه تويتر وبقية مواقع التواصل في هذا الشأن حيث يتم استغلالها بشكل تجاري، حيث يقول نبيل بهاء الدين- باحث ومتخصص في السوشيال ميديا-: إن الحسابات الوهمية تقف وراءها عمليات تجارية مشبوهة، فهناك شركات تعمل في مجال البرمجيات والخدمات الإلكترونية وتبيع الأكونتات المزيفة للجماعات والتنظيمات الإرهابية، وقد تكون هذه الشركات تابعة للتنظيم الإرهابي نفسه، ومن أشهر الشركات التي تعمل في هذا المجال شركة هندية تحمل اسم "شوباجو" حيث تقدم خدمات إلكترونية بأسعار بسيطة للعرب وقد تكون هذه الخدمات باللغة العربية أو بأي لغة أخرى وتشمل بيع حسابات وهمية ومزيفة وبرامج ذكية للتفاعل التلقائي على الإنترنت، وبخلاف ذلك فإنه يتم حشد المتعاطفين والأعضاء في هذه الجماعات وفقا لفكرة العقل الجمعي للتعليق والمشاركة والدعم في إحدى القضايا أو الموضوعات لكي تتحول لقضية رأي عام على السوشيال ميديا. انتحال الصفة ويضيف بهاء الدين: إن الآونة الأخيرة شهدت تدشين العديد من الحسابات المزيفة التي تحمل أسماء جهات رسمية وشخصيات عامة ووزراء ومسئولين، حيث يتم توظيفها في نشر الشائعات والأخبار الكاذبة التي تحض على الكراهية والعنف والفتنة ويتم استغلال هذه الصفحات في إشاعة أجواء التوتر والقلق الاجتماعي، مثل نشر تصريحات منسوبة زورا لوزير التربية والتعليم أو دار الإفتاء أو وزير الأوقاف أو المتحدث العسكري وهذا يتم في إطار ما يُعرف بالحرب الإلكترونية التي تهدف لزرع أفكار سلبية عن الدولة واستغلال الواقع الاقتصادي ونظرا لخطورة هذه الظاهرة فإنه يصبح من الضروري أن تقوم كل جهة أو كل مسئول بتوثيق الحساب الخاص به، حيث يقوم هذا المسئول بإرسال معلومات وأوراق إثبات الصفة لإدارة الفيس بوك والتي بدورها تقوم بتوثيق الحساب بوضع علامة "الصح الزرقاء" على البروفايل وهذا يعني أن الصفحة الموثقة هي الصفحة الرسمية الوحيدة لهذا الشخص أو لهذه الجهة، لكن المشكلة الأخرى أن هناك صفحات موثقة بالفعل مثل صفحة الأزهر الشريف وصفحة وزارة الأوقاف ومع ذلك فإنه يتم إنشاء حسابات وهمية لهذه الجهات ويصدق الناس ما يتم تداوله من أخبار كاذبة عليها، ولذلك فإننا بحاجة للمزيد من الوعي في التعامل مع مثل هذه المواقف. فضلا عن تنفيذ القانون وضرورة الإبلاغ الفوري عن أي صفحة مزيفة. ومن المعروف أن هناك عقوبات صارمة في قانون الجرائم الإلكترونية بحق كل من يقوم بانتحال صفة شخص اعتباري أو خاص على الفيس بوك، ذلك أنه وفقا لقانون مكافحة جرائم الإنترنت رقم "175" لسنة 2018 فإن كل من اصطنع بريداً إلكترونياً أو موقعاً أو حساباً خاصاً، ونسبه زوراً إلى شخص طبيعي أو اعتباري، فإن عقوبته وفق المادة 25 الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تتجاوز 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، ويتخذ العقاب صورا أخرى أكثر صرامة في حالة استغلال هذه الحسابات الوهمية أو المزورة لصالح أي جماعة إرهابية. خرطوم الأباطيل نشر الأكاذيب في الفضاء الإلكتروني هو سلاح الجماعات الإرهابية في هذا العصر، حيث يقول الدكتور عمرو عبدالمنعم- الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية وسوسيولوجيا الإفتاء-: إن تنظيم الإخوان وبقية التنظيمات الإرهابية برعت خلال السنوات الأخيرة في خلق حالة خاصة من المعلوماتية الوهمية على الإنترنت وفقا لإستراتيجية أُطلق عليها مسمى "خرطوم الأباطيل" والذي هو عبارة عن مسار طويل تسري فيه المعلومات حتى آخره فتخرج مشبعة بالأكاذيب والأوهام والشائعات بهدف إشاعة الخراب ومناخ الإحباط والتشكيك ونزع الثقة، وهو ما نلاحظه بشدة على الفيس بوك وتويتر ومن أهم أدوات هذه الإستراتيجية الأكونتات المزيفة والشخصيات الوهمية التي يتم بث الروح فيها على السوشيال ميديا فتبدو كأنها شخصيات حقيقية تنفعل بالأحداث وتتحدث إلينا، ومع الأسف هذه الإستراتيجيات لا ترتبط مطلقا بأي أخلاقيات متعارف عليها، وإنما تعتمد على الكذب بشكل صريح، وطبعا تستهدف بشكل أساسي المؤسسات السيادية والشخصيات العامة والمسئولين، وعلى المستوى المجتمعي تستهدف الفئة العمرية من 18 وحتى 35 سنة أي جيل الشباب الذي يتأثر بشدة بكل ما تنشره السوشيال ميديا، لكن في تقديري أرى أن هذا التأثر هو تأثر لحظي لاسيما أن هناك وعي بكافة مخططات الحرب الإلكترونية التي يديرها الإخوان على السوشيال ميديا. لكن مع ذلك نرى أن هذا الجيل هو الذي يتعايش عن قرب مع كافة هذه المشاهد ويتفاعل معها بشكل يومي، والأكثر خطورة في هذا الأمر أن نترك هذا الجيل فريسة لهذه الحرب فهذه المساحة العمرية تبدو كبيرة جدا وهذا الفراغ يجب أن نملأه بقضايا حقيقية ومرجعيات إسلامية معتدلة، ويجب أن نشغل هذا الجيل بإنتاج ثقافي وفكري حقيقي حتى لا يجد نفسه مضطرا لمتابعة هاشتاجات الإخوان طالما أن هناك حالة من الفراغ يعيشها. ولهذا يجب أن نغذيه بمفاهيم جديدة وقضايا جديدة وهذا ما تم بالفعل في فيلم الممر ومسلسل الاختيار لكننا نحتاج لأكثر من ذلك. نقلًا عن مجلة الشباب