الأسد والفأر

إيمان عراقي تكتب بالعقل
يحكى أن فأرا قال للأسد بثقة عالية اسمح لى أيها الأسد أن أتكلم واعطنى الأمان، فقال له الأسد تكلم أيها الفأر الشجاع.
قال الفأر أنا أستطيع ان أقتلك فى غضون شهر. ضحك الأسد فى استهزاء، وقال له أنت أيها الفأر. قال الفأر نعم فقط أمهلنى شهرا واحدا. قال الأسد موافق ولكن بعد شهر سوف أقتلك إن لم تقتلني.
مرت الأيام وفى الأسبوع الأول ضحك الأسد، لكنه كان يرى فى بعض أحلامه أن الفأر فعلا يقتله، لكنه لم يأخذ الموضوع بجدية.
الأسبوع الثانى بدأ الخوف يتغلغل إلى صدر الأسد، الأسبوع الثالث كان الخوف تمكن من الأسد، وبدأ يحدث نفسه ماذا لو كان كلام الفأر صحيحا.
الأسبوع الرابع كان الأسد، مرعوبا مذعورا وفى اليوم المرتقب دخلت الحيوانات مع الفأر على الأسد، وكم كانت المفاجأة كبيرة لما رأوا الأسد جثة هامدة.
لقد علم الفأر أن انتظار المصائب والتفكير فيها هو أشد قسوة على النفس، فهل تعلم من هو الأسد، إنه الخوف من المستقبل ومن كل ما هو مجهول بالنسبة لنا و القلق المرضي الذى يسيطر على العقول ويفقدنا قيمة و متعة الحياة ، وهما آفتان تسيطران على عقول الكثير منا هذه الأيام، خاصة مع تحدث العالم كله عن الموجة الثانية لجائحة فيروس كورونا .
لذا كن إيجابيًا ومبادرًا وخذ بالأسباب الطبية و الإجراءات الاحترازية ولتستمر الحياة، فكما نجحت الدولة فى مواجهة الموجة الأولى بشهادة مؤسسات العالم كله سنتخطى الموجة الثانية بثقتنا فى الدولة وإجراءاتها، وبالعمل وبذل جهد مضاعف فى جميع المجالات كل فى موقعه من أول الطالب فى المدرسة والعامل فى المصنع والزارع فى الحقل، وصولا لأعلى مسئول فى السلم الوظيفى.
فبالعمل والالتزام سنتخطى كل الصعاب، ولن تهزمنا موجة ثانية ولا ثالثة.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام