أحمد عبدالتواب كلمة عابرة إذا كانت ترامب فى صحة إجراء الانتخابات.aspx' طعون ترامب فى صحة إجراء الانتخابات غير مجدية، وهو المُرَجَّح، بمعنى أنه يصعب تصور أن يصل إلى إحداث إجراءات جوهرية، بمثل إعادة الانتخابات فى الولايات المتنازع عليها، أو إعادة واسعة لعمليات الفرز، أو إلغاء كل، أو حتى معظم، البطاقات المطعون فيها، فإن المؤكد أن اعتماد النتائج، مع تجاهل تام لطعونه، سيتسبب فى فوضى، قد تكون كبيرة الأثر، وقد يتوسع مداها، وقد تمتد فى المستقبل. وذلك، ليس فقط لأن ترامب وفريقه طعنوا فى دستورية وقانونية بعض هذه الإجراءات قبل الانتخابات بوقت كافٍ، وحرّكوا بالفعل، وقبل عمليات التصويت، دعاوى بحججهم القانونية، ولكن الأهم أن دوافعهم قوية فى أن يفوز ترامب ، بسبب خسائرهم الكبيرة نتيجة غيابه عن البيت الأبيض، ليس فقط لاعتبارات أدبية ومعنوية، وإنما لأن هناك تهديدات حقيقية، بسبب سياسات أخرى قادمة مختلفة على يد الرئيس الجديد، تهدد مصالحهم الضخمة، التى لم يكن لها أن ترى النور إلا بمثل السياسات التى اعتمدها ترامب ، ومنها عداءاته وخصوماته، التى طالت أطرافاً متعددة داخل أمريكا وخارجها، ومن ذلك إضعافه لمنافسى فئات مهمة من مؤيديه، وذلك على مدى الخريطة الواسعة لمعاركه ضد الكبار، فى الصين وأوروبا، كما أنه أفاد قطاعات كبيرة من الفقراء ومتوسطى الحال لتشدده فى استقبال المهاجرين من الفئات التى تنافسهم فى سوق العمل..إلخ. الخطورة الكبرى الكامنة، المرشحة للانفجار، هى نتيجة مباشِرة لإحباط مؤيدى ترامب ، الذين أظهرت نتائج فرز الأصوات أنهم ليسوا مجرد جيوب محدودة داخل المجتمع الأمريكى يمكن بسهولة حصارها أو إسكاتها، وإنما هم نسبة معتبرة من إجمالى الناخبين، ليس بينها وبين الفوز سوى نفخة هينة، وهم يرون أنهم كان يمكن أن يفوزوا بالفعل لو أخذ النظام الانتخابى بملاحظاتهم، وهو ما عبر عنه، وعنهم، ترامب بقوله إن الانتخابات قد سُرِقَت منهم! وهذا هو منطق التعليقات الأولى، مع ظهور المؤشرات الأولى للانتخابات ، بأن أمريكا صارت منقسمة ، وأن هذا الانقسام يتعارض مع التراضى العام، بما يتسبب فى مخاطر تمس الاستقرار، مثلما يحدث فى العالم الثالث . * نقلًا عن صحيفة الأهرام