في شارع البستاني ، المحال التجارية على الجانبين، المقاهي العتيقة دوما ممتلئة بسكان حي الشرابية ، لكن الجميع مازالوا يتجاذبون أطراف الحديث عن تفاصيل ليلة مرعبة، كانت ملطخة بالدماء، تفاصيل لا ينساها القاصي والداني بالمكان. بمجرد رؤية شخص غير مألوف يتبادر إلى ذهن السكان أنه أتى إلى هنا بشأن جريمة مقتل "عم سليمان" وشقيقه. مذبحة بطلها متهم يدعى "سيد حرموش" صاحب ال59 عاما مرتكب الجريمة، المجرم العتيد الذي قتل شقيقه، أقرب الناس إليه، قبل عشر سنوات، وبمجرد أن خرج من السجن تحول إلى" زومبي" لديه رغبة انتقام عالية، يفتعل المشاجرات على أتفه الأسباب. نحن على أعتاب منزل الشقيقين المجني عليهما، سألنا جارهما " إيه اللي حصل بالضبط؟"، جاءت الإجابة: "حرموش، قتل 2 إخوات، كلنا بنخاف منه هنا.. الحمد لله ارتحنا منه"، ثم دلنا على المنزل وفر هاربا. أحد سكان المنطقة مع مندوب "بوابة الأهرام" # لكن كان يقف بالقرب من منزل المجني عليهما جار آخر كان أكثر شجاعة، روي تفاصيل الواقعة قائلا: "في التاسعة مساءً، جلس المتهم على أحد المقاهي القريبة من منزل المجني عليهما ممسكا في يده (حاجة ملفوفة بجورنال) إذا بالمجني عليه ويدعي سليمان مستقلا دراجة بخارية خاصته، وما أن شاهده ذهب إليه يعتذر له عما حدث من تأخر نجل شقيقه بالدراجة التي أجرها المتهم له مثلما يفعل مع باقي أطفال المنطقة". وأكمل شاهد العيان: "بمجرد أن التفت المجني عليه بعد اعتذاره، إذا بالمتهم يخرج من بين ورقة الجورنال سلاحا أبيض (سنجة)، وينهال عليه بالطعنات في أجزاء جسده، وما كان من المجني عليه سوى محاولة الاختباء بأحد المخابز القرية من موقع الحادث لتفادي الطعنات؛ فقام المجني عليه بالذهاب إلى مخبر بالمنطقة محاولا تفادي الضربات المتعاقبة، من حرموش". وتابع: "حاول استخدام (صاجات الفينو)، حائلا بين السنجة وجسده لكن لم تفلح محاولاته". وأوضح أن الأهالي تجمعوا على صوت استغاثات المجني عليه، الذي استقل "توك توك" وما أن ذهب إلى المستشفى متأثرا بإصابته بعد نزيف حاد أصابه، لقي حتفه. وأضاف: "تلقى شقيق المجني عليه خبر الوفاة، حاول القصاص منه، ذهب إليه، رفقة نجله وكانت الصدمة بمقتله هو الآخر وإصابة ابنه في حالة خطيرة بالمستشفى". أحد الضحايا # واستطرد الشاهد، " المتهم، سبق أن قتل شقيقه منذ 10 سنوات وبدء يفرض إجرامه على أهالي منطقته ويعنف صغيرهم وكبيرهم، لكن المجني عليهما على علاقة طيبة بأهالي المنطقة ويحترمان الصغير والكبير". وعقب وقوع الجريمة انتقل رجال الشرطة بقسم الشرابية لمكان الواقعة وجرى نقل جثامين المجني عليهما للمشرحة، وصرحت النيابة بدفنهما، وتمكنت قوات الأمن من القبض على مرتكب الواقعة وحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، جددها قاضي المعارضات. #