د. شيرين العدوي سأطرح سؤالا على الرئيس المحترم ماكرون الذى أساء لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وسأتولى الإجابة: هل تعرف فخامتكم إذا سألت أحدا من العلماء المسلمين أو المسيحيين العرب ممن لم يزوروا أوروبا من قبل، ما الدولة التى تود زيارتها إذا أتيحت لك فرصة لذلك ماذا سيكون الرد؟: فرنسا . وبالتحديد باريس مدينة النور، هل تعرف لماذا؟ لأن فرنسا ارتبطت فى أذهان العرب بالسوربون والعظماء الذين درسوا هناك. ذهبوا يحملون عقائدهم اليهودية والمسيحية والإسلامية وحضارتهم العربية ثم التحموا بالحضارة الغربية، وعادوا مجددين للفكر، بل جددوا فى الفكر الفرنسى نفسه ليضيفوا للمكتبة الغربية والعربية على السواء مشاعل تنويرية لفهم أعمق لحضارتكم مستند على ثوابتهم الإيمانية والعربية، حيث إننا هنا فى بلاد المسلمين لا نفرق بين الأنبياء والرسل. فأرض العرب التى تقلل من شأنها بجرح معتقداتها هى مهبط الرسل الثلاثة المؤثرين فى البشرية جمعاء. نحن من صدّرْنا لكم المسيح عيسى عليه السلام الذي تتبعون تعاليمه، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام الذي يتبعه اليهود. ونحن من اتبعنا محمدا وصدقناه. الديانات السمحة الثلاث التي بنيتم عليها حضاراتكم ونظرياتكم ومناهجكم تصدرونها لنا مرة أخرى فى ثوب قشيب على أنها فتح عظيم؛ هى من إنتاج الرسالات السماوية وخصوصا رسالة محمد . فالمذهب الديكارتي القائم على الشك والذى تعظمونه لأنه قائم على إعمال العقل دعانا القرآن إلى هذا الإعمال فى قوله تعالى: «أفلا تتفكرون» ويكفى أن تفتح كتابا ككتاب منتسكيو «روح القانون» لتعرف مدى تأثير تراثنا وحضارتنا فى سن قوانينكم وتنظيم حياتكم الاجتماعية واستخلاص القوانين التاريخية الحاكمة. سيدي المبجل: مشكلتكم مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنكم رفضتموه لأنكم كنتم قد أسستم ممالككم على ما سبق من الديانات الأخرى، فشق عليكم الأمر أن تتبعوا ديانة تقلب عليكم موازينكم، خصوصا أنكم درستم الدين الإسلامى جيدا وحاولتم أن تصدروه لأتباعكم على أنه دين انتشر بحد السيف، وهذا رأى منتسكيو في بعض كتاباته أيضا. والحقيقة أنه دين انتشر بحد الروح وهذا ما حير منتسكيو عند وضع قانونه التاريخي. هل تعلم لماذا؟ لأنه مقتنع أن الإسلام حارب لكى يستقر فى البلدان المفتوحة، فإن كان كما تشيعون انتشر بحد السيف فلماذا أنصاره يتزايدون كل يوم بهذا الشكل فى بلاد الحريات؟ وخير مثال الرهينة مريم التى عادت متبعة الإسلام؛ لأنها علمت الإسلام الحق، فمن يذق حلاوة الإسلام بصدق دون ضغط لا يرتد عنه أبدا. معالى الرئيس: لديكم 6 ملايين مسلم وأنت تحكمهم فكيف وأنت رجل تحاول أن تقيم العدل الاجتماعي تسيء إليهم في رمزهم؟! فأين الحريات فى اتباع الإنسان ما يحب؟! ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم يتبع قانون الشواذ والمثلية لا تبعتموه وبجلتموه. هل تعرفون أنكم اتبعتم رسولنا الكريم دون أن تشعروا؟ لقد تزوجتم من سيدة فاضلة تكبركم بسنوات عدة. هل تعرف لماذا بارك العرب زواجكم؟ لأن رسولنا الكريم أحب السيدة خديجة زوجته الأولى وهي تكبره بكثير، وتزوجا دون أن يتعرضا لهجمات شرسة من المجتمع القبلى مثل الهجمات الشرسة التي تعرضتم لها من قبل المجتمع الدولي. ذلك لأن العرب يقدرون المرأة. وكانت السيدة خديجة صاحبة كلمة مسموعة فى قومها، يحترمها الصغير قبل الكبير؛ بل هى من اختارت سيدنا محمدا وطلبت الزواج منه. ألا ترى معى أن هذا قمة قانون الحريات عندكم لدعم المرأة واحترام اختياراتها؟!. * نقلًا عن صحيفة الأهرام