كتاب"حياة الصحابة" داخل مكتبة الجامع الأزهر.. وأحد العاملين: تم إدراجه ضمن كتب التبرعات إعادة طبع الكتاب تمت دون موافقة مجمع البحوث الإسلامية.. ومحققوه: لا غنى عنه لكل مسلم د. حامد أبو طالب: إسرائيليات تم دسها لتشكيك المسلمين في أخلاق نبيهم الكريم هذا الكتاب خرج بعيدًا عن أعين مجمع البحوث الإسلامية، ليصدم القارئ بقصص وحكايات مختلقة عن زواج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة بعد أن سقت والدها خمرًا ليوافق على هذه الزيجة! يقدم كتاب "حياة الصحابة"، لمؤلفه محمد يوسف الكاندهلوي المولود بالهند، وهو من رموز جماعة التبليغ والدعوة، حكايات أخرى مثيرة للجدل، لا يقرها مجمع البحوث الإسلامية، الذي يعد أعلى هيئة علمية تابعة للأزهر الشريف في مصر وموكل له وفقًا للقانون، أمر مراجعة كل الكتب الدينية التي تخص الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالعقيدة والعبادات وغيرها من الأمور الدينية، وكذلك الإشراف على نسخ المصحف الشريف التي يتم طباعتها. المثير للدهشة، أن الكتاب الذي أعيدت طباعته بدون موافقة مجمع البحوث الإسلامية، مقسم على 3 أجزاء، طبعة مصححة ومخرجة الأحاديث والتى روجعت على عدة نسخ بتحقيق من محمد سيد. وعلى الرغم من أن الكتاب يسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يتهمه بالزواج من السيدة خديجة رضى الله عنها بعد حفلة سكر، حيث سقت خديجة أباها خمرًا لتستطيع أن تتزوج الرسول عليه السلام، بعد أن رفض زواجها منه بسبب فقرة، فإنه منتشر بصورة مكثفة فى معظم مكتبات المساجد، وكذلك لدى معظم بائعي الكتب على أرصفة الشوارع دون أن ينتبه إليه أحد من علماء الأزهر.
img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / ذهبت لتتبين حقيقة هذا الكتاب، واتجهت إلى المكتبة العلمية التابعة للجامع الأزهر والتي تم تجديدها وافتتاحها أخيرًا. وبتصفح الكتاب عثرنا على الجزء الثاني منه تحت عنوان: "هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى النكاح "، حيث كتب المؤلف في قصة زواج النبي من السيدة خديجة رضى الله عنها أنه تزوجها بعد أن دست لأبيها خمرًا ليوافق على الزواج؛ وأورد لهذه الأكذوبة روايتين، وهما كما جاءت بالكتاب فالرواية الأولى تقول: "أخرجه الطبراني عن جابر بن سمرة أو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرعى غنماً فاستعلى الغنم فكان في الإبل هو وشريك له فأكر يا أخت خديجة فلما قضوا السفر بقي لهم عليها شيء، فجعل شريكه يأتيها فيتقاضاهم ويقول لمحمد: انطلق، فيقول: اذهب أنت فإني أستحي فقالت مرة وأتاهم فأين محمد قال: قد قلت له فزعم أنه يستحي، فقالت: ما رأيت رجلاً أشد حياءً ولا أعف ولا ولا فوقع في نفس أختها خديجة، فبعثت إليه فقالت: ائت أبي فاخطبني قال: أبوك رجل كثير المال وهو لا يفعل. قالت انطلق فالقه، فكلمه فأنا أكفيك وائت عند سكره، ففعل.. فأتاه فزوجه. فلما أصبح جلس في المجلس فقيل له: أحسنت زوجت محمدًا فقال أو قد فعلت؟ قالوا: نعم. فقام فدخل عليها فقال: إن الناس يقولون إني قد زوجت محمدًا، قالت: بلى فلا تسفهن رأيك فإن محمدًا كذا فلم تزل به حتى رضي؛ ثم بعثت إلى محمد صلى الله عليه وسلم بأوقيتين من فضة أو ذهب وقالت اشتري حلة وأهدها لي وكبشًا وكذا وكذا ففعل. رواه الهيثمي والطبراني والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي".
أما الرواية الثانية فهى عند أحمد والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما، "أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه له، فصنعت طعامًا وشرابًا فدعت أباها ونفرًا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا، فقالت خديجة إن محمد بن عبدالله يخطبني فزوجني إياه فزوجها إياه. فألبسته "حلة" - وكذلك كانوا يفعلون بالآباء- فلما سرى عنه سكره نظر، فإذا هو مخلق وعليه "حلة" فقال: ما شأني؟ ما هذا؟ قالت: زوجتني محمد بن عبدالله فقال: أنا أزوج بنتي ليتيم أبي طالب. لا لعمري. فقالت خديجة: ألا تستحيي تريد أن تسفه نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران. فلم تزل به حتى رضي عنها". ليس هذا فحسب، بل تضمن الكتاب العديد من الإساءات بحق الصحابة، حيث زعم على لسان بعضهم قدرتهم على الخلود وعلو مكانتهم وتكبرهم في بعض الأوقات وحرصهم على سفك الدماء ومطاردة أصحاب الديانات الأخرى. الغريب في الأمر، أن محققي الكتاب قدموه على أنه من الكتب التي لا غنى عنها لكل مسلم؛ إذ إنه يقدم صورة حية من حياه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم . وقد أبدى الشيخ محمود عاشورعضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل الأزهر السابق، استغرابه مما جاء في هذا الكتاب، مؤكدًا أن الروايتين اللتين تضمنهما الكتاب في قصة زواج الرسول بالسيدة خديجة هما محض إفتراء وإساءة للرسول الكريم، وأن هذا الكلام ردده بعض المؤرخين للنيل من النبي الكريم. وطالب بمصادرة هذا الكتب فورًا والتحقيق مع ناشريه، خاصة أن هذا الكتاب موجود بصورة مكثفة في مكتبات المساجد ومنتشر في الأسواق، مما قد يسبب بلبة لدى المسلمين.
وأشار عاشور في تصريحات خاصة لimg src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" /، إلى أن حقيقة زواج الرسول الكريم بأم المؤمنين خديجة، تكشفها الرواية السليمة والتي تقول : "كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط قريش نسبًا واعظمهم شرفًا وأكثرهم مالاً، وكل أبناء قومها كان حريصًا على نكاحها لو قدر على ذلك. قد طلبوها وبذلوا لها الأموال، فكانت ذات شرف ومال تستأجر الرجال ليتاجروا بمالها، فلما بلغها عن محمد صلى الله عليه وسلم صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه عرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرًا وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار، فقبل وسافر معه غلامها ميسرة وقدما الشام، وباع محمد صلى الله عليه وسلم، سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد من السلع، فلما رجع إلى مكة وجدت خديجة أن مالها تضاعف، فكانت رحلته سببًا لزواجه من خديجة بعد أن حدثها ميسرة عن سماحته وصدقه وكرم أخلاقه". وقد رأت خديجة رضي الله عنها، في مالها بركة لم ترها من قبل، وتحدثت برغبتها في الزواج منه إلى صديقتها نفيسة أخت يعلي بن أمية. فأرسلت خديجة "ميسرة" دسيسًا إلى محمد بعد أن رجع في عيرها من الشام، فقال ميسرة يا محمد ما يمنعك أن تتزوج، فقال صلى الله عليه وسلم: ما بيدي ما أتزوج به"، فقال "فإن كُفيت ذلك ودُعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ فقال النبي: "فمن هي؟"، قال: خديجة، فقال النبي: وكيف لي بذلك، قال: فافعل. قال الرسول الكريم "فأنا أفعل". فذهب فأخبر خديجة فأرسلت إليه أن ائتِ الساعة كذا وكذا، وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها، فحضر ودخل رسول الله ومعه عمه أبو طالب رضي الله عنه، فقال عمرو بن أسد : "هذا البضع لا يقرع أنفه"، وتزوجها رسول الله وهو ابن خمسة وعشرين عامًا، وخديجة يومئذ بنت أربعين عامًا، حيث ولدت قبل عام الفيل بخمسة عشر عامًا. حيث كان والد السيدة خديجة متوفى وقت خطبتها للرسول الكريم، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، وهي أم أولاده جميعًا، إلا إبراهيم، فإن أمه مارية القبطية رضي الله عنها، فيما ولدت خديجة رضي الله عنها غلامين وأربع فتيات.
من جانبه، أعرب الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية عن بالغ استيائه وغضبه قائلاً: هذه الافتراءات ضمن الإسرائيليات التي تم دسها لتشكيك المسلمين في أخلاق نبيهم الكريم. مضيفًا: "للأسف مجمع البحوث الإسلامية لم يعد له اختصاص الضبطية القضائية على المصنفات الكتابية التى خولت إليه فى عهد جمال عبدالناصر وحتى عهد أنور السادات، والتي تنص على أن أي كتاب ديني جديد لا بدَّ وأن يراجع بشكل دقيق من قبل لجنة المجمع التى توافق أو ترفض طباعته. وأنه في حال رفضه ونشرة رغمًا عن رأي المجمع، يحق للمجمع اللجوء إلى القضاء للمطالبة بمصادرة هذا الكتاب من الأسواق. "وللأسف الشديد، انتشرت الآن الكتب الدينية في الأسواق التي تسب الصحابة والسيدة عائشة". وأشار إلى أن المجمع مخول له مراجعة الكتب الدينية التي تُعرض عليه قبل طباعتها. وأوضح أحد العاملين بمكتبة الجامع الأزهر، أنه من المتوقع أن يتم إدراج الكتاب في المكتبة ضمن كتب التبرعات دون أن يعي العاملون ما يحتويه هذا الكتاب من إساءات فجة لنبي الأمة.
من جانبه، قال الشيخ ناصر رضوان مؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت: "للأسف يروج معظم الشيعة وبعض أعداء الإسلام من الملحدين وغيرهم، هذه الشبهة، فهم يزعمون أن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد كان أبوها خويلد بن أسد يرفض زواجها، فسقته خمرًا لتضعه أمام الأمر الواقع عندما يفيق".