سيدات بيت النبوة

أم المؤمنين خديجة رضي الله عنه(1 2) بقلم: د.سامية منيسي

هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزي بن قصي بن كلاب القرشية رضي الله عنها كان أبوها ذا شرف في قومه, نزل مكة وحالف بني عبدالدار بن قصي وأمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم من بني عامر بن لؤي وكانت خديجة تدعي في الجاهلية(الطاهرة).
‏كانت خديجة قبل زواجها من رسول الله صلي الله عليه وسلم متزوجة من أبي هالة واسمه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان من بني أسيد بن تميم‏,‏ وكان حليفا لبني عبدالدار بن قصي‏,‏ ولم تبلغ الخامسة عشرة من عمرها‏,‏ فأنجبت له ذكرين ثم ما لبث أن توفي عنها فتزوجت بعده من عتيق بن عائذ‏(‏ عايد‏)‏ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم‏,‏ ثم فارقته قبل أن تبلغ الخامسة والعشرين من عمرها بعد أن أنجبت له أنثي تسمي‏(‏ هند‏)‏
كانت خديجة رضي الله عنها امرأة تاجرة ذات شرف ومال‏,‏ تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم فيه مقابل جزء من المال فلما بلغتها أمانة رسول الله صلي الله عليه وسلم وعظم مكانته وأخلاقه‏,‏ أرسلت إليه وعرضت عليه أن يخرج في تجارتها إلي الشام وتعطيه أكثر مما كانت تعطي غيره من التجار فوافق صلي الله عليه وسلم وخرج مع غلامها ميسرة حتي قدم الشام وعاد بالربح الوفير فربحت ضعف ما كانت تربح‏,‏ كما حدثها ميسرة عن مقابلته راهبا من نصاري الشام وسأله عن محمد صلي الله عليه وسلم حيث كان يجلس تحت شجرة‏,‏ فقال له‏(‏ ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي‏)‏ ثم قال له‏:‏ هو آخر الأنبياء وياليت لي أن أدركه حين يؤمر بالخروج ثم أخبرها ميسرة عن أمانته وما رأي من بركته‏,‏ وطهارته‏,‏ فأعجبت به وأرسلت إليه نفيسة بنت منبه تعرض عليه الزواج‏,‏ فوافق‏,‏ وتمت الخطبة والزواج وشهدها أبوها وأعمامة وكانت خديجة في الاربعين من عمرها‏,‏ وهو في الخامسة والعشرين وأصدقها صلي الله عليه وسلم اثنتي عشرة أوقية ذهبا وأقيمت الولائم وهي أول وليمة أولمها رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ وقد عوضه الله بها حنان الأمومة التي افتقدها صغيرا‏.‏
أنجبت خديجة رضي الله عنها للنبي صلي الله عليه وسلم أولاده كلهم عدا إبراهيم الذي أنجبته له مارية القبطية‏,‏ ثم توفي في المهد وعمره ثمانية عشر شهرا‏.‏
أما أولاده من خديجة منهم‏:‏ القاسم وبه كان يكني ثم عبدالله وهو الطاهر والطيب‏.‏
وقد توفيا صغيرين‏,‏ ثم زينب‏,‏ ثم رقية‏,‏ ثم أم كلثوم‏,‏ ثم فاطمة رضي الله عنهن جميعا وقد أسلمن وبايعن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد عاشت أسرة محمد وخديجة وأولادهما في سعادة بالغة بين أب صادق حنون أمين‏,‏ وأم حنونة حصيفة احتضنت زوجها وأسرتها بحب بالغ فرفرفت السعادة علي جنبات بيتها‏.‏

رابط دائم :