بعد سبع سنوات اكتشفنا اختفاء كأس الأمم الإفريقية التي احتفظت بها مصر بعد فوز منتخبنا لكرة القدم باللقب 3 مرات متتالية، الكأس المختفية التي تعتبر في حكم المسروقة، وأزعم أنها تعرضت للسطو والنهب خلال حادث اقتحام مقر اتحاد الكرة المصري من جانب أعداد كبيرة من جماهير الألتراس الأهلاوي في سبتمبر 2013 احتجاجًا على إقامة بطولة الدوري عقب أحداث مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 من جماهير الأهلي، ومنذ ذلك الوقت اختفى عدد من الكؤوس والمقتنيات الرياضية من داخل المقر، ولم يحرك أحد ساكنًا منذ ذلك التاريخ. حتى تفجرت القضية فجأة وتم فتح الملف عندما قررت الإدارة الحالية لاتحاد الكرة إقامة متحف لمقتنيات الاتحاد التاريخية، والسؤال ياسادة لماذا تم السكوت عن هذه القضية طيلة السنوات السبع السابقة؟ ولماذا تم الآن فتح الملف في هذا التوقيت بالتحديد؟ وكيف تم الإبقاء على مثل هذه المقتنيات ومن بينها كؤوس إفريقيا داخل مقر الاتحاد دون تأمين وبدون أن يتم تسجيلها بأي أوراق أو مستندات رسمية، وهو ما تم الكشف عنه في الأيام الماضية، وهو ما يمثل ثغرة قانونية قد تبرئ المسئولين عن هذه المقتنيات من أي اتهامات، فكأس إفريقيا الثمينة ذات القيمة التاريخية لم تكن مسجلة في السجلات الرسمية، ومن يضمن أن الكأس وغيرها من المقتنيات لا تزال في حيز الوجود، ولم يتم تحويلها إلى سبائك من ذهب إذا ثبت فعلا أنها مصنوعة من الذهب الخالص كما يشاع؟ إنها مجرد تساؤلات ستظل بلا إجابة حتى إشعار آخر.. وما الذي كان يمنع التأمين على هذه الكأس وغيرها من المقتنيات لدى شركات التأمين المتخصصة، إن تفسير ما يحدث يا سادة يؤكد الإهمال الصارخ وعدم محاسبة المسئول أيا كان صغيرًا أو كبيرًا، بشأن الصمت على واقعة اقتحام مقر اتحاد الكرة منذ 7 سنوات، وحرق ونهب بعض مقتنياته، خاصة أن الحدث وقتها قد تناقلته الصحافة العالمية خارج الحدود، ولم يحرك أي من المسئولين ساكنًا حتى الآن، وتم وصف الحادث تحت مسمى الفضيحة بشكل يدعو إلى الخجل ويسيء إلى سمعة الرياضة المصرية الرائدة على مستوى القارة والمنطقة العربية. صحيح أن مقتنيات تاريخية ذات قيمة في كل أنحاء العالم قد تعرضت لمحاولات السرقة، وأن كأس العالم لكرة القدم الشهيرة قد تعرضت من قبل للسرقة مرتين على مدى التاريخ، في الأولى عام 1966 عندما استضافت انجلترا البطولة على أرضها، ولكن الأمر لم يستغرق وقتًا طويلًا، وتم إعادة الكأس المسروقة بسلام بفضل جهود الكلب البوليسي البيكليز الذي أنقذ سمعة الإنجليز قبل أن يفوز المنتخب الإنجليزي باللقب والكأس. وفي المرة الثانية عام 1970؛ حيث تعرضت كأس العالم للسرقة والمسماة بكأس جول ريميه نسبة إلى رئيس الفيفا الأسبق عقب فوز منتخب البرازيل بكأس العالم للمرة الثالثة حيثما كانت معروضة داخل صندوق زجاجي في بهو اتحاد الكرة البرازيلي في العاصمة ريو دي جانيرو، ولم يتم استعادة الكأس هذه المرة ويشاع أنه تم تحويلها إلى سبائك من الذهب واختفت كأس جول ريميه إلى الأبد. واللافت أن كأس إفريقيا المفقودة لا يعرف أحد مكانها منذ أن استقرت داخل اتحاد الكرة المصري في فبراير 2010، ثم اختفت في سبتمبر 2013 عقب فوز منتخب مصر باللقب والاحتفاظ بها مدى الحياة، وربما لن تعود وتظل مختفية إلى الأبد. ورغم كل ذلك حسنًا فعل الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بقرار سريع بإحالة ملف الكأس المفقودة إلى النيابة العامة، بعد أن فشلت اللجان التي تم تشكيلها في التوصل إلى أي معلومة تكشف لغز هذا الاختفاء المريب، وهل تم تحويل الكأس إلى سبائك من الذهب كما يشاع؟ وكذلك حسنًا فعل اتحاد الكرة الإفريقي بإعلانه دعم جهود الاتحاد المصري من أجل العثور على الكأس وإمكان تعويض هذا التذكار الذي لا يقدر بثمن بحسب وصفهم. والمؤكد أن التحقيقات في ملابسات اختفاء كأس إفريقيا ستظل مفتوحة، ولن يتم إغلاق الملف حتى تتكشف كافة الحقائق ويعرف الرأي العام مصيره، وأين ذهب ومن المسئول عن اختفائه ومحاسبة المقصرين لعدم تأمين هذه القيمة التاريخية، فهل يكتب التاريخ أننا نجحنا في استعادة كأس "المعلم" حسن شحاتة، كما فعل الإنجليز عام 1966، أم يسجل التاريخ أن الكأس الإفريقية اختفت للأبد من داخل اتحاد الكرة، كما حدث في البرازيل عام 1970؟ وحتى تتكشف الحقائق.. لابد أن يعرف الجميع هل الكأس - التي تم تصميمها في إيطاليا على شكل فنجان - حقًا مصنوعة من الذهب أم لا؟ حقيقة الأمر لقد تضاربت الأقاويل في هذا الشأن، حيث يرى البعض أنها ليست مصنوعة من الذهب، وأنها صنعت من مزيج معدني خاص من النحاس الأحمر والأصفر، وأنها مطلية بالكامل بالذهب، وتزن ثمانية كيلوجرامات، بينما يؤكد آخرون أنها مصنوعة فعلا من الذهب الخالص، وأنها تزن أربعة كيلو جرامات فقط، وأنه وفقًا للوائح الاتحاد الإفريقي فقد حصل الاتحاد المصري على نسخة طبق الأصل ليحتفظ بها إلى الأبد، وأن الكأس الأصلية لا تزال داخل مقر"الكاف" الاتحاد الإفريقي عندنا في مدينة السادس من أكتوبر! * نقلًا عن مجلة "الشباب"