بالرغم من إطلالته التي كانت تضفي دومًا قدرًا كبيرًا من البهجة والمتعة لكل من يشاهدها، إلا أن الكثيرين لا يعرفون الهويات الخفية في حياة الراحل أمين الهنيدي الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم. أمين الهنيدي واحد من الكوميديانات المؤثرين على الساحة الفنية، له بصمته في إضفاء روحًا خاصة على أي عمل يشارك به معتمدًا فيه على طريقة أدئاه الخاصة التي غالبًا كانت فيها لغة الجسد هي الشعار المميز لموهبته خصوصًا تعبيرات وجهه مما جعل منه نجمًا كوميديًا يفرض نفسه على الساحة الفنية بقوة في الوقت الذي تربع فيه الكثيرون من نجوم الكوميديا الذين سبقوه في الظهور. ربما كانت التركيبة الخاصة للراحل الذي صارع الحياة محاولًا هزيمة مرض سرطان المعدة الذي أنهى حياته، سببًا في موهبته الملفتة فقد كان محملًا بالعديد من المواهب مثل تربية طيور الزينة، بخلاف عشقه للفن التشكيلي والرياضة بجانب التمثيل. وبالرغم من رفض والده التحاقه بكلية الفنون الجميلة وكذلك الفنون المسرحية والتربية الرياضية إلا أن موهبة وهواية حب الفن والتمثيل كانت كامنة بداخله، فبعد دخوله كلية الآداب تنفيذ لرغبة والده لم يستطع النجاح بها مما جعله يذهب مجددًا للالتحاق بمعهد التربية الرياضية حينها وبدأ يمارس مهنته كمدرس في عدد المدارس بعدها حتى حالفه الحظ وبدأ يضع قدميه على طريق الفن. كان أول عمل يشارك به الهنيدي كهاو عام 1939 في عمر الرابعة عشرة مع فرقة نجيب الريحاني أما على مستوى الاحتراف فقد كان دور "الشيخ حسن" في مسرحية "شفيقة القبطية" هو طوَّق النجاة الذي عرف الجمهور بموهبته وأخذت الصحافة حينها تكتب عن موهبته، وقد كان حينها عضوًا في فرقة تحية كاريوكا. اعتقد الكثيرون بحسب رأي هنيدي أن الممثل الفكاهي لابد أن يكون سطحيا إلا أنه أكد أن الكوميديان ممثل لديه أعماق كثيرة تنشأ بداخله طوال رحلته الفنية، كما نفى الهنيدي في إحدى لقاءاته القديمة ما كان يتردد عن خروجه عن النص كما كان يفعل الكثير من الكوميديانات مؤكدًا أنه لم يكن ليتدخل أبدًا إلا في حالة وجود ظرف طارئ يجبره على فعل الخروج عن النص من أجل إنقاذ الموقف لكنه في قناعته الداخلية يبقى دومًا محتفظًا بهيبة النص والالتزام به. رحل أمين الهنيدي عام 1986، ومن أشهر أعماله المسرحية: لوكاندة الفردوس، عبود عبده عبود، 30 فرخة وديك، عائلة سعيدة جدًا، ومن الآفلام: الكدابين التلاتة، الحدق يفهم، 7 أيام في الجنة، نشال رغم أنفه.