في حوش المنزل الريفي القديم كان قابعاً كأحد أعمدة جدرانه تختلف سعته وارتفاعه وتبقى ضرورة وجوده .. فبيت العائلة الكبيرة الثرية يشتري الأكبر والأضخم والبيت الصغير البسيط يجد ما يناسبه المهم أنه هناك، قد يضعونه على حامل حديدي وقد يبنون حوله حوض، وقد يكون خارج المنزل كصدقة أو كرمًا منهم ومحبة لسقاية المارة أو الضيوف الجالسين على المصاطب أمام البيوت. الزير كان المكان الوحيد لحفظ المياه بالمنزل قبل دخولها لبيوت الصعيد والريف، وهو أيضًا فلتر ومبرد طبيعي للمياه كانوا يصنعون له غطاءً خشبيًا حسب حجم الفتحة العلوية له، هذا بالطبع غير القلة الفخار التي كان يتساوى في اقتنائها أهل الريف والمدينة خاصة في الأماكن الشعبية لشرب المياه . تغير الزمان واختفت الأزيار والقلل من معظم بيوتها القديمة، وحلت محلها الثلاجات والمبردات، وذلك لسنوات طويلة، لكنها عادت للظهور مؤخراَ "كموضة" قد يجد البعض فيها الحنين لماضٍ يحبه. عدد من بائعي الزهور بمنطقة السادس من أكتوبر الذين يعرضون مجموعة من الأزيار والقلل وسط مشاتلهم يؤكدون: "أن تلك الأزيار أصبحت مطلبًا لأصحاب المنازل الكبيرة والفلل والقصور، وتنافس الآن آنية الزرع والموزاييك والرخام فى تزيين الحدائق" ويضيف محمود : "أشتريها بشكلها التقليدي من إحدى قرى المنوفية، ثم أكلف أحد الفنانين بعمل رسومات عليها ترتبط بالبيئة أو بالتراث". أزيار يتنافس عليها الكثير من الأثرياء وأصحاب المطاعم الشرقية والفنادق، ويضعونها كزينة في الحدائق أو يضعون بها الرمل الخشن لتصبح مطفأة للسجائر أحيانًا، كما عادت أيضًا القلل الملونة للحياة بعد اكتشاف فوائدها العديدة من فلترة وترسيب الأملاح، مما يجعل مياهها أحلى وصحية أكثر. زير المياه زير المياه الملون