فتحت زيارة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى الجدل مرة أخرى فى الدوائر السياحية حول إمكانية عودة السياحة الإيرانية إلى مصر، بعد توقف دام أكثر من 30 عاما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى عهد الرئيس السادات فى أعقاب قيام الثورة الإسلامية فى إيران وتوقيع مصر لمعاهدة كامب ديفيد. وزير السياحة هشام زعزوع أكد أن قرار عودة السياحة الإيرانية إلى مصر قرار سياسى وليس سياحيا، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل في جميع الدول التي لمصر علاقات دبلوماسية معها وأنه إذا قامت علاقات دبلوماسية مع ايران ستقوم الوزارة بدورها بفتح سوق سياحي في إيران، مشيرًا إلى أن كل سوق جديد يفتح أمام السياحة المصرية هو إضافة للقطاع بأكمله. وأكد عدد من خبراء السياحة جدوى هذا السوق السياحية لمصر ولا سيما لمواجهة انخفاض أعداد السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية التقليدية لمصر، حيث أوضح سامى محمود، وكيل وزارة السياحة ونائب رئيس هيئة تنشيط السياحة أن زيارة الرئيس محمد مرسى هى خطوة جيدة على طريق التطور الإيجابى للعلاقات بين البلدين، والتى تحتاج إلى تدعيم اكثر فى الفترة المقبلة وخاصة وأن الزيارة حتى وإن كانت لإيران ولكنها لحضور قمة عدم الإنحياز هناك وليست زيارة لإيران نفسها، وهناك فرق كبير بين الزيارتين. وأوضح محمود أن هناك اتفاقية لتسيير رحلات طيران بين القاهرة وطهران منذ عام 2010، ولكنها غير مفعلة في حين انه يوجد العديد من الطلبات من جانب الشركات السياحية فمصر و إيران على السواء لتنظيم رحلات سياحية للإيرانيين حيث يقدر عدد السياح الإيرانيين الذين سيأتون فى العام الأول فى حال فتح باب التأشيرات بنصف مليون سائح إيرانى حيث إنهم يقبلون على السياحة الدينية و زيارة مزارات آل البيت، وهى متوافرة فى جميع أرجاء مصر، مدللا على ذلك بزيارة أكثر من مليونى إيرانى لمسجد السيدة زينب فى دمشق كل عام. من جانبه قال عادل عبدالرازق، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية: إن التأشيرات موقوفة للإيرانيين بحجة الدواعى الأمنية بينما يمكن ان تفتح السلطات المصرية التأشيرات للإيرانيين مع أخذ كل الاحتياطات الأمنية اللازمة، وأن يعاملوا مثل أى جنسية، مشيرًا إلى أنه يتوقع تطورا فى العلاقات بين البلدين ولا سيما السياحية فى الأيام المقبلة. وأكد عبد الرازق أن السائح الإيرانى سائح مرتفع الإنفاق لذلك فهو مثمر للسياحة المصرية وفتح باب التأشيرات لهم يساعد فى زيادة الدخل السياحى، مبينًا ان السائح الإيرانى يقبل ايضا على المقاصد السياحية الشاطئية مثل منتجعات البحر الأحمر إلى جانب مقصده الأول فى السياحة الدينية وزيارة الأضرحة ومساجد آل البيت. فيما أبدى إيهاب موسى، رئيس ائتلاف دعم السياحة، تحفظا على فتح التأشيرات للإيرانيين لأنه من وجهة نظره أن هذا سيؤثر على علاقة مصر مع الدول العربية، ولاسيما دول الخليج التى تمثل سوقا مهمًا للسياحة المصرية، مشيرا إلى أن هذا الملف يجب ان يدرس جيدا، ويؤخذ فى الاعتبار مصالح مصر قبل أى شئ آخر.