الابتكار عملية متجددة ومبشرة فى أوساط الشباب المصرى، ولكن هناك نقصا حقيقيا فى مستوى التغطية الإعلامية لهذه الجهود الابتكارية. ومن أحدث الأدلة على تفرد قدرات الابتكار لدى الشباب، ما كان من ختام أول مسابقة افتراضية «هاكاثون» للابتكار فى مجال السيارات الكهربائية ذاتية القيادة بمعهد بحوث الإلكترونيات. فالمسابقة التى جرت بالتعاون مع الجمعية المصرية للعلوم والهندسة، شهدت تنافس 9 فرق تضم شبابا تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنة فى تقديم أفكار مبتكرة وحلول غير تقليدية لتصنيع وقيادة السيارات الكهربائية فى مصر. انتهت المسابقة بفوز الفريق الممثل لمدرسة «بنى سويف للمتفوقين» بالمركز الأول فى مسابقة مرحلة طلاب الثانوى عن مشروعهم لتطوير سيارة كهربائية إلكترونية يتم قيادتها آليا، بينما حصد طلاب إحدى المدارس الدولية المركزين الثانى والثالث وفى المرحلة الجامعية للمسابقة - التى استمرت 5 أيام تحت رعاية د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى فاز طلاب أحد المعاهد العليا عن تطوير سيارة مضادة للسرقة وتتجنب الحوادث والاصطدام. المسابقة شهدت تقسيم المتبارين إلى ثلاث مجموعات ما بين طلاب المدارس الثانوية، والطلاب الجامعيين فى كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات، ومجموعة أخيرة تضم حديثى التخرج. وشهدت توظيفا رائعا للوسائل التكنولوجية المختلفة بأشكالها التقليدية وغير التقليدية، تحديدا فيما يخص حساسات التحكم فى السرعة وتفادى التصادم للتقليل من الحوادث ، وكذلك تقنيات تتبع السيارة وحمايتها ضد السرقة، بربطها آليا بإدارة المرور. ويحكى الطالب معز عبدالفتاح، من فريق «المعهد العالى»، أنه وفريقه البحثى المكون من 5 طلاب قاموا بتصنيع سيارة كهربائية مضادة للحوادث والسرقة. فعملوا على ابتكار منظومة التعرف على الوجه لتمييز قائد السيارة، وإخطاره فى حالة محاولة السرقة من خلال رسائل تضم صورا لتوثيق محاولات السرقة. وأشار عبدالفتاح إلى أن المشروع تضمن تطوير منظومة لتنبيه السائق عند النوم أثناء القيادة لتجنب الحوادث ، وذلك من خلال رصد حركة العين، والتثاؤب. فتقوم السيارة بإعطاء إنذار صوتى لتنبيه قائد السيارة. وتقول سلمى أحمد من فريق مدرسة «بنى سويف للمتفوقين»، والفائز بالمركز الأول فى مرحلة مسابقة الثانوى: «مشروع الفريق الذى ضم 3 طلاب عمل على تطوير تطبيق لقيادة سيارة كهربائية آليا من خلال مجسات لتحديد المسافات وتقليل سرعة السيارة قبل الاصطدام وايقاف السيارة تلقائيا. كما يؤهل الابتكار السيارة على السير فى أربعة اتجاهات آليا، وتم تطوير تطبيق لركن السيارة بشكل آلى. وأوضحت سلمى أنه تم تزويد السيارة بمجسات بالأشعة تحت الحمراء لقياس عدد لفات الموتور بحيث تستطيع السيارة العودة لنقطة البداية تلقائيا، مشيرة إلى أن الفريق واجه صعوبات كبرمجة السيارة، والتجميع والتركيب، وتوافر الأدوات، إلا أنهم نجحوا فى تخطى كل الصعوبات والفوز بالمركز الأول. نقلا عن صحيفة الأهرام