رأي شهدت بداية الستينيات من القرن الماضى موضة التصييف فى المعمورة التى كانت الامتداد الشرقى للإسكندرية واكتسبت شهرتها من بحرها الهادئ الذى يعشقه هواة البحر وأيضا لقضاء جمال عبد الناصر وعدد من قيادات ثورة 52 الصيف هناك . ومن المعمورة انتقلنا غربا إلى العجمى ورغم أن شوارعها بدائية وتقوم على أراض يؤجرها المصطافون من البدو ، فقد جذبت أسماء لا معة واشتهرت بمايوهات البكينى نهارا وسهراتها ليلا التى توضع فيها أطباق العشاء فى الواحدة صباحا . وفى العجمى كان هناك فندق متواضع اسمه قصر العجمى يقيم فيه الذين لا مساكن لهم بأجر يبلغ أربعة جنيهات فى الليلة وقد أقمت فيه ثلاثة مواسم . ومن العجمى امتد البصر شرقا إلى حدائق المنتزه التى كانت أرضا مهجورة مر بها الخديو عباس حلمى الثانى فأعجب بها وأمر بتحويلها إلى حدائق تمتد على مساحة 370 فدانا وإقامة قصر ملكى فيها أطلق عليه اسم قصر المنتزه جاءت شهرته عندما اختير مكانا لعقد ثانى مؤتمر قمة عربى يدعو إليه جمال عبد الناصر فى سبتمبر 1964 . وتسهيلا لإقامة الملوك والرؤساء المدعوين تم بصورة عاجلة فى هذه السنة إقامة فندق فلسطين. ونتيجة لذلك تحولت حدائق المنتزه بشواطئها الجميلة التى اكتشفت بها إلى مصيف النخبة من المسئولين والقريبين من السلطة . أما فندق فلسطين فلفترة ظل مخصصا للمواطنين السوفيت بعد زيادة ارتباط مصر ببلادهم عقب 67 وكان معظمهم فى ذلك الوقت من الفلاحين البسطاء الذين يجهلون استخدام مرافق الفندق . ونتيجة لذلك انتقل استخدام الفندق من السوفيت إلى المصريين . ولفترة ظلت حدائق المنتزه بشواطئها وفندقها فلسطين يمثلان الأرستقراطية الكامنة داخل المصريين رغم قوانين وقرارات الاشتراكية مما ألهم المهندس حسب الله الكفراوى أشهر وزراء الإسكان متعه الله بالصحة أن يمد بصره غربا ويتيح للذين لا يجدون مكانا فى المنتزه أو المعمورة مصيفا جديدا رغم بعده فى ذلك الوقت إلا أنه يستحق التضحية. وهكذا بدأت حكاية الساحل الشمالى نقلا عن صحيفة الأهرام