يبدو أن حملة محافظة القاهرة وحى عابدين لإزالة الإشغالات من منطقة وسط البلد امتدت لمنطقة مقاهى البورصة الشهيرة المعروفة بكونها مركزا لتجمع النشطاء والمثقفين، حيث سعت تلك الحملة لإغلاق بعض المقاهى بالمنطقة، مما أثار موجة من الاستياء والغضب بين النشطاء وبعض القوى الثورية. حيث دشن نشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعى للتضامن مع مقاهى البورصة وأصحابها مؤكدين رفضهم لغلقها وإزالتها لكونها تمثل بالنسبة لهم أكثر من مقهى عادى حيث تحولت إلى صالونات ثقافية وسياسية شهدت اجتماعات النشطاء ونقاشاتهم وتخطيطهم لمشاركتهم فى فعاليات الثورة منذ إطلاقها، فتم تدشين أكثر من "هاش تاج" على تويتر باسم "قهوة البورصة"، و"البورصة"، و"الحرية للبورصة" تضمنت تعليقات رواد الموقع والنشطاء على إغلاق البورصة. وانقسمت الآراء مابين مؤيد لإغلاق تلك المقاهى ومابين رافض لها، حيث رحب المؤيدون بغلق تلك المقاهى لما تتسبب فيه من إشغالات تجتذب الباعة الجائلين وتشوه المنطقة من جهة ومن جهة آخرى اعتبر آخرون أن غلقها سيدفع روادها إلى الانتقال بالعمل السياسي والمشاركة السياسية من مرحلة النقاش والجدل السياسي على المقاهى إلى مرحلة التنفيذ والمشاركة الإيجابية عبر الانضمام والانخراط فى الأحزاب السياسية. على جانب آخر حذرت بعض القوى الثورية مثل تحالف القوى الثورية وحركة ثورة الغضب المصرية الثانية، مما اعتبرته "مؤامرة" من الإخوان المسلمين على النشطاء عبر غلق البورصة عبر توجيه وزرع الباعة الجائلين أمام تلك المقاهى ونشرهم للاشتباك مع روادها وأصحابها لاتخاذ ذلك ذريعة لإحداث اضطرابات وإشغالات تستدعى تدخل شرطة المرافق لإزالة تلك الإشغالات وغلق المقاهى، على حد قولها. من جهته أكد أدمن الصفحة الرسمية لحركة ثورة الغضب المصرية الثانية على "فيسبوك" فى تدوينة له اليوم أن دفاعه عن غلق مقاهى البورصة ليس دفاعا عن " قهوه وحجرين شيشة"، متسائلا باستنكار "هو قفل مقاهى البورصة هو الحل بنسبة لكم للقضاء على تجمعات الثوار والنشطاء..؟ هندافع عن غلق مقاهى البورصة وهنقف بجوار اصحابها مش عشان القهوة ولكن عشان ده اسلوب قذر لمحاربة الثوار والنشطاء"، معلنا عن تظاهر بعض شباب الثورة وأصحاب المقاهى بسبب وجود شرطة المرافق واستعدادها لبداية إدخال الباعة الجائلين لأماكن المقاهى، وانتشار كبير للشرطة فى انحاء البورصة . واعتبر أدمن صفحة تحالف القوى الثورية أن الأمر ذو بعد سياسي مضيفا " أصحاب الكافيتريات يتعرضون لحصار لقمة العيش علشان يحرموا يعملوا اجتماعات ناشطين عندهم فجابوا لهم الباعة الجائلين يفرشوا فى كافيترياتهم بقوة الشرطة و كل ممرات البورصة ومعلوماتنا أن معظم العاملين فى هذه المنطقه سوف يدخلون اضرابا مفتوحا عن الطعام نتيجة الاصرار على التضييق عليهم فى لقمة العيش من أجل محاولة طرد الناشطين من منطقه وسط البلد دون الصدام معهم و هم لذلك يستخدمون هذه الطريقة التى سوف تضر بلقمة عيش من لا ذنب له"، معربًا عن أسفه لتشريد عشرات الأسر من العاملين بالمقاهى وأصحابها نتيجة غلقها . وأضاف الأدمن "نفس السياسة التي استخدمها النظام السابق مع الإخوان لتجفيف منابعهم عن طريق مهاجمة مساجدهم واعتقال محفظي القرآن وإرهاب نشطائهم بقانون الطواريء، فإن الإخوان يكررون نفس السيناريو محاولين تجفيف منابع الثوار والنشطاء والمثقفين عن طريق الحد من معدل التقائهم سويًا وعن طريق إغلاق أماكن تواجدهم والتقائهم". وتابع الأدمن قائلا "منطقة البورصة منطقة لا تصلح لوجود باعة جائلين وما يحدث الآن ما هو إلا التخفي وراء الباعة الجائلين وإشعال المنطقة وتزكية الفتن يضاف على ذلك استبدال قانون الطواريء الذي قامت الثورة من أجل إسقاطه بقانون طواريء جديد أسوأ وأكثر قهرا وقمعاً للحريات..أيها الإخوان المسلمون لم يجيء الإسلام لكي يقمع حرية الناس وإنما جاء ليهذب السلوك ويصلح المجتمع.... وليس الإصلاح بالظلم وإثارة الفتن والبطش بأشرف أبناء الوطن تذكروا جيداً دولة العدل تدوم وإن كانت كافرة.... ودولة الظلم تزول وإن كانت مؤمنة..فاستروا عوراتكم يرحمنا الله".