قالت مشيخة الطرق الصوفية إنها تلقت ببالغ الاستنكار والأسى خبر اعتداء مجموعة من المجرمين البُغَاة على ضريحي شيخي الإسلام سيدي أحمد زروق وسيدي عبدالسلام الأسمر في ليبيا، وحرق مكتبة سيدي عبد السلام الأسمر الأثرية بما فيها من مخطوطات وكتب إسلامية تراثية نادرة، وهذا كله من الأعمال الإجرامية، ومن السعي في الأرض بالفساد. وأوضحت المشيخة فى بيان صادر عنها اليوم الإثنين، إن الإسلام حرَّم انتهاك حرمة الأموات وجعل حرمة الميت كحرمة الحي، فإذا كان صاحب القبر من أولياء الله الصالحين فإن الاعتداء عليه بنبش قبره أو إزالته أشد حرمة وأعظم جُرْمًا، فضلًا عن تهديمه أو تفجيرهكما فعل هؤلاء المفسدون المجرمون؛ فإن الأولياء هم موضع نظر الله تعالى، ومن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض لحرب الله عزوجل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأشارت الى أن هذين الإمامين العالمين والوليين الصالحين، هما من أكابر علماء المالكية في المغرب العربي، وكانا من كبار أولياء الله الصالحين، وكُمَّل العارفين، وسيدي عبدالسلام الأسمر ينتمي إلى الدوحة الطاهرة والذرية الشريفة العاطرة؛ فهو مِن نسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الكرام؛ حيث ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي؛ ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتعدي على ضريحيهما بهذا التصرفالفاجر الذي جَرُؤَ عليه هؤلاء الآثمون -ولم تجرؤ على فعله قوى الاستعمار التي احتلت بلاد المسلمين على مدى عقود من الزمان- ما هو إلا اعتداء سافر على رموز الإسلام، وحرب قذرة على أولياء الله الصالحين، وانتهاك لقدسية آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار، وتطاول يندى له جبين المؤمنين في كل العالم، وانتهاك لحرمة المرجعيات الدينية التي اتفق العقلاء من كل الأمم على احترامها وتقديرها. وحذرت مشيخة الطرق الصوفية، المسلمين من هذا الفكر المنحرف الذي دأب على انتهاك حرمات الأولياء والصالحين وآل البيت الطاهرين، متهمًا علماء الأمة وصالحيها وسوادها الأعظم وسلفها وخلفها بالشرك والكفر إلا من كان على مثل باطله ومشربه الفاسد، من غير أن يبالي أصحابه بأمة ولا وحدة ولا وطنية، أويرقبوا في مؤمن إلاًّ ولا ذمة! فحسبنا الله ونعم الوكيل! كما ناشدت أهل ليبيا الذين كانوا أُسُودًا في طرد المستعمرين وإسقاط الطغاة أن يقفوا يدًا واحدة ضد هؤلاء الخوارج المفسدين والطغمة المجرمين، وأن يتصدوا بكل قوة وحسم لهذه الأيدي الآثمة التي تحاول إسقاط البلاد الليبية في حمأة الفتن الطائفية والحروب الأهلية؛ عبثًا بمقدرات ذلك الوطن الغالي من أوطان المسلمين، وجرًّا له إلى النزاعات والصراعات التي تشغله عما هو فيه من إعادة البناء والأمن والاقتصاد. وأضاف البيان: "ليعلم هؤلاء الخوارج أن الله تعالى لهم بالمرصاد، وأن هذه الأفعال الإجرامية التي اجترحتها أيديهم الآثمة هي من خذلان الله تعالى لهم؛ لتتفطن الأمة إلى اعوجاج مناهجهم وعماية مشاربهم، حيث دقوا بذلك المسمار الأخير في نعش باطلهم، وحفروا قبور إفكهم بأيديهم، وأغروا الدنيا كلها بهم؛ على حد قول الله تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 60-62]