كشفت المائدة المستديرة التى عقدتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ضمن إطار مشروع تمكين المرأة من الحكم في القرية بمقر المجلس الشعبي المحلي لمركز ومدينة أطفيح بمحافظة حلوان عن وجود عدد من المشكلات، التي أثارتها القيادات النسائية، من بينها مشكلة الأمية. وأظهرت الندوة أن الأمية التي تنتشر في مجتمع النساء هناك تأتي في مقدمة أسباب تدني وعزوف المرأة عن المشاركة السياسية، حيث أن نسبة الأمية في مركز أطفيح فقط حوالي 48% وتمثل نسبة النساء منها حوالي 80%، بالإضافة إلي أن بعض الرجال تحرم علي زوجاتهم الخروج من البيت بحجة أن الدين الإسلامي يحظر خروج المرأة وممارسة العمل العام، كما أن الكثير من الرجال في المجتمع الريفي ينظر إلي المرأة العاملة والمشاركة في الحياة السياسية بأنها غير سوية وهي حقيقة موجودة ويمكن أن نلمسها بسهولة في المجتمعات الريفية. كما كشفت الندوة عن أن عزوف المرأة عن المشاركة هو السبب الأساسي في ضعف مشاركتها سياسيا، حيث لا توجد موانع في الدين الإسلامي تحول دون مشاركة النساء في الحياة السياسية وصنع القرار، كما أن العديد من القيادات من المشاركين في المائدة أقروا بأن الكثير من الرجال في مجتمعهم لا يشكلون حائلا أمام مشاركة المرأة سياسيا، لكنها هي التي لا ترغب في المشاركة إما لنقص قدراتها أو عدم خبرتها في ممارسة العمل العام. وقد خرجت المائدة بالعديد من التوصيات التي طرحتها القيادات المجتمعية والشعبية والدينية والحزبية المشاركة، منها أن يتم تأهيل المرأة وتدريبها وإعدادها جيدا لخوض الحياة السياسية وخروجها من بوتقة الانغلاق التي وضعت نفسها داخل أسرتها من خلال تكثيف الدورات التدريبية الخاصة بمشاركة النساء، وكذلك تعليم الآباء والأزواج أهمية مشاركة المرأة من خلال توعية أبناءهم وتحفيز بناتهم علي المشاركة في الحياة السياسية وتحفيزها علي إبداء رأيها داخل أسرتها. كما أوصي أكثر من 30 مشاركا قيادة شعبية محلية بأن يتم اختيار النساء في المناصب القيادية والعامة، لأن المجتمع المصري يفتقد القيادات النسائية المؤثرة وتوفير الدعم المجتمعي والمادي للمرأة، التي ترغب في ممارسة دور في الحياة السياسية وصنع القرار المحلي، وكذلك ضرورة تضافر جهود المجتمع المدني المصري مع القيادات المجتمعية، ومتابعة تنفيذ تلك الجهود للوصول إلى نتائج ملموسة في مجال دعم وتمكين المرأة.