لدينا رصيد كبير من الأغانى الدينية التى عشناها دائما مع موسم الحج وكنت ترى البيوت وهى تطلق هذه الأغانى ما بين الشعر الفصيح واللغة العامية ولدينا فنانون أجادوا هذا النوع من الغناء ابتداء بكوكب الشرق أم كلثوم فى قصائدها التى كتبها أمير الشعراء أحمد شوقى ولد الهدى ونهج البردة وإلى عرفات الله وسلو قلبى والقلب يعشق كل جميل ولم يتفوق أحد على أم كلثوم فى أغانيها الوطنية وقصائدها الدينية وربما كان السبب فى ذلك أن أم كلثوم كانت تتسم بروح صوفية، حيث بدأت حياتها وهى تقرأ القرآن الكريم ولا شك أن اختيارها لقصائد شوقى فى مدح الرسول عليه الصلاة والسلام كان من أجمل ما غنت وبقيت هذه القصائد درة ما غنت أم كلثوم .. وقد تنوعت هذه القصائد لأن نهج البردة سلكت طريق الأمام البوصيرى رضى الله عنه بينما حملت سلو قلبى شيئا من الفكر والرؤى وفى ولد الهدى طرح شوقى أهم ما قام عليه الفكر الإسلامى من الرحمة والتعاطف بين الناس وبقيت قصائد شوقى تزين حديقة الغناء الدينى خاصة أنها لم تتكرر كثيرا .. ورغم العلاقة التى ربطت بين شوقى وعبد الوهاب، فإن نصيب عبدالوهاب من الأغانى والقصائد الدينية كان قليلا وهنا وجدنا بعض الأصوات الخفيفة مثل ليلى مراد وهى تغنى يا رايحين للنبى الغالى أو أسمهان فى عليك صلاة الله وسلامه وان غنى محمد الكحلاوى واحدة من أجمل أغانيه وهى عليك سلام الله، وفى مجالس الصوفية توجد عشرات الأغانى والابتهالات وكل طريقة لها أسلوبها فى الغناء والشيء الغريب أن المطربين الآن لا يتجهون إلى هذا النوع من الغناء باستثناء محمد ثروت وأحمد الكحلاوى وطارق فؤاد وعدد من المطربين الشبان .. إن غياب الأغنية الدينية خسارة كبيرة وكثيراً ما نفتقدها فى المناسبات الدينية فى الحج والعمرة وشهر رمضان وموشحات النقشبندى وكل هذه الأصوات الجميلة التى كانت تمتعنا وتحلق بنا فى هذه االمناسبات الطيبة. نقلا عن صحيفة الأهرام