صدر حديثًا للباحث والمفكر طلعت رضوان ، كتاب " التأرجح بين المنطوق والمكتوب فى الشعرالمصرى "، عن دار" الدار " للطباعة والنشر. ويقول رضوان عن الكتاب، إن "المصريين الذين نسجوا إبداعهم الشعرى بلغة شعبنا فى حياته اليومية، والتى أطلقتْ الثقافة المصرية السائدة عليها (العامية المصرية) لم ينالوا حقهم فى الدراسات النقدية، سواء بتحليل البنية اللغوية المصرية، أو بإبراز جماليات اللغة المصرية، أو بقدرة كل شاعر على الإبداع، أكتب ذلك وأنا أعلم بوجود بعض المحاولات (النقدية) ولكنها لا ترقى إلى مستوى الدراسات المُحكمة، من ناحية، كما أنها محاولات متفرّقة (فى شكل مقالات) باستثناء المحاولة الجادة التى كتبها الراحل الجليل أ. يحيى حقى لبعض رباعيات صلاح جاهين". ويضيف رضوان:"نظرًا لأنّ الشعراء والنقاد تجاهلوا (علم اللغويات) وأهمية ما جاء فى دراسات اللغويين عن الفرق بين الكلمة المنطوقة، والكلمة المكتوبة، ودلّلوا على ذلك بأنه إذا كان عمراللغة الإنسانية، التى بدأتْ (منطوقة) مليون سنة، فإنّ أقدم لغة (مكتوبة) عمرها ستة آلاف سنة، ونظرًا لإيمانى بأهمية الأدب عمومًا والشعربصفة خاصة فى الارتقاء بحياة الشعوب، لذلك رأيتُ أنْ أكتب عن بعض الشعراء الذين نسجوا إبداعهم بلغة شعبنا. ونظرًا لأنّ شعراءنا يكتبون الشعر المصرى بالحروف العربية، لذلك يحدث اللبس، وتحدث الصعوبة فى القراءة، وعلى سبيل المثال عندما نُنادى على البنت: هُدا، أو البنت مُنا، فإنّ آخرحرف أخرجه اللسان هوالألف وليس الياء وفق الكتابة العربية (هدى، منى) وعندما نقول: أبدن، شكرن، إلخ فإنّ آخرحرف أخرجه اللسان هو النون، وليس الألف وفق الكتابة العربية (أبدًا، شكرًا) ويحدث اللبس عند استخدام اسم العلم (على) وحرف الجر(على) ومن أمثلة ذلك جملة: كتاب على علا المكتب، هنا تكون الكتابة صحيحة (وفق علم اللغويات) بينما بالعربى كتاب على على المكتب، وتوجد أمثلة أخرى كثيرة من بينها حذف حرف الألف (فى واو الجماعة) مثال : الموظفين بيزوغو، العيال بيلعبو، إلخ، وبالعربى: الموظفون تركوا (مكاتبهم) لمشاهدة ماتش الكورة، بينما الكتابة الصحيحة : الموظفين تركو (مكاتبهم) إلخ". ويستكمل:"اكتشفتُ أنّ شعراءنا يتأرجحون بين الكتابة الصحيحة، والكتابة الخاطئة والشائعة. وأعتقد أنّ الشاعرعبدالرحيم منصوركان أبرزمن التزم بالكتابة الصحيحة، ويليه صلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم (مع بعض التأرجح) وغيرهم بدرجات أقل، وأعتقد - ثانيًا - أنّ الذين التزموا بالكتابة الصحيحة لم يقرأوا دراسات علم اللغويات، ولكن جاء التزامهم بما أطلقتُ عليه (الحس الفطرى/ العفوى) لأنهم لوكانوا قرأوا، فإنّ كتاباتهم كانت ستكون أيسرعلى القارىء، ومحاولة وضع (طريقة واحدة) للكتابة بالمصرى (سواء فى الشعرأو النثر) وبالتالى يتم القضاء على العشوائية/ الإجتهادية فى الكتابة، والتى تختلف من شاعر لآخر، وأحيانًا لدى الشاعر الواحد، وما أتمناه هو وضع قاموس لطريقة كتابة الكلمة المصرية بالحروف العربية، حتى تنتظم الفوضى".