مع استمرار جائحة كورونا، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لتخفيف آثارها، كان ضروريا أن تتخذ الحكومة خطوات جديدة نحو إعادة الحياة الطبيعية ، مع تقييم الأوضاع على الأرض يوميا، وما يلفت النظر هو الإقبال على شراء الأدوية بلا داع، فبمجرد نشر أى شخص اسم دواء تردد وصفه لأحد المرضى، يسارع الكثيرون إلى شرائه وتناوله برغم ما قد يشكله من خطر شديد على الصحة، مما يتحتم معه تحذير المواطنين من مخاطر استخدام الأدوية عشوائيا. أيضا فإن الفتح التدريجى للأنشطة لا يعنى ضوءا أخضر لعودة الحياة إلى ما كانت عليه، فلقد ظهرت موجة جديدة من الفيروس أشد شراسة من سابقتها، وسيظل متوطنا وعلينا التعايش معه، ولابد من استمرار المواطنين فى «التباعد الجسدى»، وارتداء الكمامات، وليس معنى إعادة فتح المطاعم والمقاهى مع السماح ب 25% من طاقتها، ومنع استخدام الشيشة نهائيا وإعادة فتح الأندية الرياضية ومراكز الشباب، أن يستغل البعض ذلك فى أن يفعلوا ما يحلو لهم، ويجب أن يكون المواطنون على وعى بما ينفعهم ولا يضرهم، والمبادرة بالبعد عما يشكّل مصدرا للخطر على صحتهم. لقد ألغت الحكومة حظر حركة المواطنين، وقررت استمرار تشغيل وسائل النقل الجماعى إلى منتصف الليل، وفتح دور العبادة لأداء الصلوات اليومية مع استمرار تعليق الصلوات الأسبوعية، والسماح ب فتح المسارح ودور السينما بطاقة 25%.، وهى خطوات محسوبة لدراسة ما سوف تسفر عنه التجربة، تمهيدا لاتخاذ إجراءات أكثر تيسيرا إذا تراجعت الإصابات بالفيروس، أو إعادة الإجراءات الاحترازية المشددة إلى ما كانت عليه، حفاظا على الصحة العامة، ولكن إذا لم يخش كل مواطن على نفسه وصحته، فلن تجدى أى إجراءات حكومية من جانب واحد. نقلا عن صحيفة الأهرام