د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة هذه لحظة حاسمة فى تاريخ مصر المعاصر ، تحمل تحديات مصيرية متزامنة لأمن مصر وأمانها، ربما لم يسبق مثيلها منذ زمن طويل. تهديد غير مسبوق ينال من نهر النيل شريان الحياة الأبدى لمصر، هبة النيل! وتهديد خطير يلوح على حدودها الغربية الطويلة مع جارتها الأبدية ليبيا ! وفى مواجهة كلا التهديدين تقف مصر برئاسة عبدالفتاح السيسى، ومن ورائه أجهزة دولة كفؤ وقوية: سياسيا وقانونيا وفنيا ودبلوماسيا. باسم مصر قال السيسى إننا ملتزمون بالدبلوماسية لحل الخلاف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، وأننا تحركنا لمجلس الأمن لحرصنا على أن نأخذ دوما المسار الدبلوماسى والسياسى حتى نهايته، وأننا نحتاج لأن نتحرك بقوة من أجل إنهاء المفاوضات والوصول الى اتفاق..والى حلول تحقق المصلحة للجميع. لقد أوضح السيسى حرص مصر على تأمين اتفاق ملزم قانونا يضمن الحد الأدنى من تدفق المياه وآلية لحل النزاعات قبل أن يبدأ تشغيل السد.هذا موقف واضح سبق أن أعلنه السيسى فى خطابه أمام البرلمان الإثيوبى قبل خمس سنوات بقوله: بينما تقدر مصر حاجة الإثيوبيين للتنمية، فيجب عليهم أيضا احترام احتياجاتها للحياة. وبشأن التطورات الخطيرة الراهنة فى الأزمة الليبية ، وتصاعد مخاطر التدخل الأجنبى فيها، أعلن الرئيس السيسى بشكل قاطع وحاسم: إن أى تدخل مصرى مباشر فى ليبيا بات شرعيا، مؤكدا أن جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا. لم يقل الرئيس السيسى هذه الكلمات فى مؤتمر صحفى أو خطاب تليفزيونى، ولكنه قالها بين آلاف الجنود والضباط الذين اصطفوا أمامه فى المنطقة العسكرية الغربية . ومن هناك أعلن السيسى كلمة قوية وواضحة أن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية يعتبر بمثابة خط أحمر لمصر وأمنها القومى. وقبل ذلك أصدر السيسى إعلان القاهرة الذى تضمن خريطة طريق لحل الأزمة الليبية ، ووقف نزيف الحرب، وإعلاء المصالحة الوطنية فى ليبيا . هذان موقفان حاسمان، بشأن سد النهضة و ليبيا ، يحتمان وقوف شعب مصر كله، بكل اتجاهاته وقواه الفاعلة، واصطفافه وراء رئيسه عبدالفتاح السيسى. * نقلا عن صحيفة الأهرام