كانت الموضوعات الرئيسية المنشورة في وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم تهتم بصورة محدودة بقضية التجسس على مصر والكشف عن متابعة نشاط الموساد لنشاط المصريين في الخارج، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على إحدى وثائق موقع ويكيليكس التي تكشف عن تصاعد الخلافات الداخلية الفلسطينية، واهتمام كبير بتزايد إيرادات فيلم زهايمر للفنان عادل إمام. وإلى الموضوع الأول، وهو قضية التجسس ضد مصر، وهي القضية التي اهتمت بها بعض من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي عرضت لما نشرته وسائل الإعلام المصرية عن هذه الجريمة، إلا أن الملاحظ أن غالبية وسائل الإعلام رفضت التطرق إلى هذه القضية والتحليل فيها، مكتفية بعرض تصريحات نسبتها لمصادر أمنية أعربت عن أسفها لكشف السلطات المصرية عن هذه القضية التي ستنعكس سلبيا على العلاقات المصرية- الإسرائيلية. الغريب أن الصحيفة الواحدة التي تطرقت بصورة جدية لهذه القضية وتحدثت عنها كانت صحيفة إسرائيل اليوم التي نشرت خبرا قالت فيه: إن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيزور القاهرة الشهر المقبل للاجتماع مع الرئيس حسني مبارك، وهي الزيارة التي سيحاول نتنياهو من خلالها تقديم الاعتذار ومحاولة رأب الصدع مع القاهرة بسبب هذه الفضيحة الأمنية الكبيرة. من جانبه أشار التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له إلى أن أهم ما يميز هذه القضية الجديدة هو مزاعم التحقيقات بها من أن عملاء الموساد الإسرائيلي قاموا بتجنيد المصريين المتورطين في هذه الشبكة في الهند، وهو ما يؤكد أهمية الكثير من دول العالم الخارجية التي تنشط بها المخابرات الإسرائيلية وتحاول اصطياد الشبان العرب فيها، الأمر الذي يدعو إلى الحيطة والحذر من هذا النشاط الإسرائيلي الخارجي. من جهة أخرى عرضت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها اليوم إحدى الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس أخيرا، وهي الوثيقة التي تشير إلى انتقاد اللواء يوفال ديسكن، رئيس المخابرات العامة، للسلطة الفلسطينية بالإضافة إلى هجومه على محمد دحلان، وزير الداخلية الأسبق. وأوضح ديسكن أن دحلان يدير قطاع غزة والكثير من المناطق الفلسطينية بالريموت كنترول، موضحا أن هذا التحكم بات يتعارض مع ما أسمته الوثيقة بالمصالح السياسية الإسرائيلية. الغريب أن الوثيقة تؤكد أن ديسكن أكد وخلال لقاء سري مع السفير الأمريكي في تل أبيب ريتشارد جونز، عام 2007، أن عناصر من حركة فتح طلبوا من إسرائيل مهاجمة حركة حماس وسحقها. وأضافت الوثيقة أن ديسكن أكد للسفير الأمريكي تأكيده على أن بعضا من كبار القيادات في حركة فتح لم يجدوا وسيلة أفضل من التعامل مع حماس إلا سحقها، الأمر الذي دفعهم إلى طلب المساعدة من الإسرائيليين. الأهم من هذا أن الوثيقة تشير إلى معلومات سرية حصلت عليها إسرائيل وتشير إلى تأكيد اللواء توفيق الطيراوي، المدير السابق للمخابرات الفلسطينية، أنه بات "متضايقا" من سياسة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ويرغب في الإطاحة به من منصبه، إلا أن ديسكن سرعان ما اتصل بالطيراوي وأبلغه بضرورة الهدوء وعدم الانجرار للقيام بأي عمل أحمق ضد الرئيس عباس. المثير أن الصحيفة تشير إلى أن ديسكن قال صراحة للسفير الأمريكي، إن الطيراوي مضطرب نفسيا، الأمر الذي يفسر التوتر الذي شاب العلاقات الإسرائيلية بعد ذلك مع الطيراوي ومختلف القيادات الاستخباراتية الفلسطينية. الغريب أن الصحيفة تعرض بعد ذلك نصا لوثيقة أخرى أرسلها السفير الأمريكي في إسرائيل أيضا إلى واشنطن، وهي الوثيقة التي تؤكد بأن بعضا من كبار المسئولين الإسرائيليين أبلغوا السفير صراحة بأنهم يعتقدون بأن مستقبل الرئيس محمود عباس السياسي لن يصمد سياسياً حتى نهاية العام 2011، الأمر الذي دفع بالسلطة وبالولاياتالمتحدة وإسرائيل إلى الترتيب ومن الآن للبحث عن خليفة للرئيس عباس، وهو الخليفة الذي تم الاتفاق على أن يكون واحدا من بين أربعة باتوا هم الأقرب الآن لمنصب الرئيس وتتعامل معهم الولاياتالمتحدة وإسرائيل من الآن. ومن هذا الموضوع إلى المقال الذي كتبه جلعاد، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون في نفس الصحيفة، وهو المقال الذي يطالب فيه جلعاد بعدم إعطاء الفرصة للفلسطينيين للإعلان عن الدولة، موضحا أن هذه الدولة ستكون بمثابة الكارثة على إسرائيل. وقال جلعاد: "لا يمكن السماح بالقبول بإقامة هذه الدولة، إن الفلسطينيين أنفسهم منقسمون حول حدود هذه الدولة، البعض يطالب بها ضمن حدود عام 1967، والبعض الآخر يرفض هذا ويطالب بما يسمى بدولة فلسطين التاريخية". ويضيف جلعاد، "على العكس من كل هذا كان اليهود يعرفون بالتحديد حدود دولتهم قبل الإعلان عنها عام 1948، صحيح كانت هناك خلافات بين بعض من القوى اليهودية على أمور تتعلق بهذه الدولة، مثل بقاء العرب أو طردهم أو تشكيل المؤسسات أو الهيئات، إلا أن الاتفاق والتأييد لإقامة هذه الدولة كانا بمثابة العنصر المشترك في أي خلاف". واقترح جلعاد في نهاية المقال إقامة دولة مرحلية قائلا: "لا حل أمام الفلسطينيين إلا القبول بحل انتقالي متواضع لحسم قضية الدولة، حيث تكون لهم دولة تتحكم إسرائيل في أنشطتها الرئيسية، ويتم منحهم عضوية كاملة في الأممالمتحدة، والسماح لهم بالمشاركة في المحافل الدولية وكل الأنشطة العالمية". ونعود إلى صحيفة هاآرتس التي كشفت عن وجود قلق كبير في تل أبيب من إمكانية إعلان عدد من الدول الأوروبية رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع السلطة الفلسطينية. وقالت الصحيفة: إن السلطة الفلسطينية تقوم حاليا باتصالات مع أكثر من 10 دول أوروبية من أجل الاعتراف بها، الأمر الذي دفع بأفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية، إلى إصدار تعليمات للبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية بالبدء في حملة من أجل التصدي لهذه المحاولات والاتصالات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية مع هذه الدول. الغريب أن الصحيفة كشفت أن رفائيل باراك، مدير عام وزارة الخارجية، بعث برسائل وتوجيهات سرية إلى كل البعثات الإسرائيلية في العالم يحذر فيها من نشاط الفلسطينيين ويدعوا جميع الدبلوماسيين إلى التصدي له. وإلى صحيفة هاآرتس التي قال حاييم ولفنسون، محرر الشئون العسكرية بها، إن إسرائيل وافقت على تعويض جمال الهندي، عضو اللجنة الشعبية الفلسطينية، بسبب تعرضه للتعذيب على يد المخابرات الإسرائيلية، وقال ولفنسون: إن هذا أول حكم منذ إقامة إسرائيل يتم الاتفاق فيه على تعويض أحد الفلسطينيين بسبب عمليات التعذيب التي تعرض لها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا الحكم من الممكن أن يفتح الباب نحو مطالبة العشرات من الفلسطينيين ممن سبق لهم التعرض للتعذيب بإقامة دعاوى قضائية ونيل التعويضات من المخابرات الإسرائيلية. من جانبها عرضت صحيفة معاريف لهذا الخبر غير أنها قالت: إن هناك مصادر قضائية أشارت إلى أن الهدف الرئيسي من وراء هذا الحكم هو إجبار الفلسطينيين على دفع تعويضات بسبب العمليات الاستشهادية التي قاموا بها في السابق، وهناك الكثير من الدعاوى القضائية التي يرفعها الإسرائيليون سواء أمام القضاء الإسرائيلي أو الفلسطيني مطالبين بالتعويضات المادية الناجمة من العمليات الاستشهادية الفلسطينية، وهو ما يدعو للحذر من هذا الحكم الذي قد يكون شركا قانونيا يقع فيه الفلسطينيون. ومن هذه القضية إلى الفنان عادل إمام الذي يبدو أن إسرائيل تتابع نشاطة الفني بكثافة واضحة، حيث قال التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له نشره من خلال موقعه عبر الإنترنت: إن إمام استطاع ومن خلال فيلمه "زهايمر" أن يحتفظ بعرش إيرادات شباك التذاكر المصري، بعد أن حقق إيرادات وصلت مليونين و240 ألفا لهذا الأسبوع، وبإجمالي إيرادات وصلت ل 18مليونا و696 ألف جنيه في 32 يوم عرض. وقال زهير عقل، المحرر الفني للتليفزيون الإسرائيلي، في تقرير له: إن تحقيق إمام لهذه الأرباح وبقاء عادل إمام على رأس نجوم الشباك يثبت أنه نجم كبير وأن نجوم الفن من الشباب صغار السن لا يستطيعون التفوق عليه.