لم يكن الأمر غريبا أو مفاجئا على تصرفات نظام الرئيس التركي الحمقاء، ما ذهبت إليه صحيفة "يني عقد " الإسلامية المقربة من أردوغان من خلال مراسلها في أنقرة "حاجي ياكيشيكلي"، الذي كشف عن قضية يذمع تقديمها أمام المحاكم التركية تطالب بإعادة المستعمرات العثمانية لكنف تركيا . وعبر حسابه تويتر نشر "ياكيشيكلي" تغريدة عنونها "الخبر المذهل"، تحدث في سطورها عن إمكان إعادة ضم الجزر الاثني عشر المتنازع عليها مع أثينا ومدينتي الموصل وكركوك العراقيتين والقرم الأوكرانية والجزء الغربي من تراقيا اليونانية وليبيا ، والمفارقة أنه لم يذكر سوريا باعتبارها باتت في كنفه متناسيا هزائمه المتلاحقة فيها. ثم مضى مسترسلًا "ها هو الخبر المذهل! جمعية العالم التركي للتضامن والتكافل وبرفقتها مئة من منظمات المجتمع المدني يستعدون لفتح دعاوى دولية بشأن ضم هذه الأراضي إلى تركيا مجدد" !! صحيح أن مراقبين اعتبروا هذا الأمر نوعا من الجنون والهذيان، إلا أنه وفي المحصلة النهائية تكشف عن اتجاه فعلي يغذيه مريدو أردوغان عبر عشرات القنوات المرئية والمسموعة، يعزز ذلك المشاعر العدائية المتصاعدة في أوساط أكاديميين وصحفيين موالين ل أردوغان ينادون بحقوق مزعومة لجمهوريتهم ال أردوغان ية في شرق المتوسط ، وبالتوازي يروجون لنزعة عثمانية إحيائية هدفها السيطرة والاحتلال والزحف على أراضي الغير ونهب ثرواتهم الطبيعية. كل هذا لم يأت من فراغ ، فقبل ما يزيد على الأسبوعين وتحديدا يوم 11 مايو الجاري أعلن أردوغان أن حكومته ستواصل الدفاع بكل حزم عن حقوقها ومصالحها في المياه الإقليمية قبرص وبحر إيجة، في إشارة إلى عمليات التنقيب عن النفط والغاز التي أدانتها عدة عربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. وعقب تلك التصريحات بأربع أيام وفي خطوة سوف تؤجج بالتأكيد التوترات في تلك المنطقة أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن شركة بترول محلية قدمت طلبا إلى طرابلس الليبية للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر المتوسط. ونقلت عن فاتح دونماز وزير الطاقة قوله إن أعمال الاستكشاف ستبدأ فور تلقيها موافقة ما يسمي بحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج والتي سبق ووقعت اتفاقا مع أنقرة في نوفمبر 2019، قوبل هو الآخر بتنديد دولي واسع، لإقامة منطقة اقتصادية خالصة من الساحل التركي الجنوبي على المتوسط إلى سواحل شمال شرق ليبيا. واستكمالا للسيناريو المرسوم أدلي وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، بحديث لشبكة "A Haber" التليفزيونية المحلية الجمعة 16 مايو انصب في مجمله على توجيه تهديدات مباشرة للمشير خليفه حفتر قائلا أن الأخير " وداعميه باتوا أكثر عدوانية بشنهم هجمات تستهدف المدنيين من الشعب الليبي"، معتبرا أنها مشابهة لما وصفه ب"عدوان النظام السوري على شعبه"، وتناسي متعمدا بحسب معارضيه ما قامت به حكومته التي يقودها أردوغان من جرائم وحشية التي وقعت في هذين البلدين ( ليبيا وسوريا ) واستهدفت أبرياء عُزل باعتراف مناوئيه من أبناء وطنه. ربما كان خلوصي اكار وزير دفاعه مخلصا حينما قال " لا قتلي اتراك في ليبيا " ، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنذ ثلاثة اسابيع اماط اللثام عن تفاصيل تجنيد أطفال سوريين بواسطة فصائل مسلحة تدعمهم هيئة أركان بلاده العسكرية وإرسالهم للقتال بجانب ميليشيات السراج الجهادية والتكفيرية مشيرا إلى مقتل 16 طفلا حتى الآن من بين 150 طفلا سوريا جندوا للحرب غالبيتهم من فرقة " السلطان مراد" ، جرى تجنيدهم عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر" !!