عقدت مفوضية الاتحاد الإفريقي (AUC) والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) حوارًا افتراضياً عالي المستوى عبر الإنترنت لمناقشة احتياجات إفريقيا في احتواء تداعيات أزمة COVID19 ودور التحول للطاقة المتجددة في مرحلة التعافي الاقتصادي بعد الوباء. ضم الحوار عددًا من الوزراء ومسئولين رفيعي المستوى من إفريقيا وأوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي ، إضافة إلى نواب رئيس البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية ومدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي (UNDP) والمدير العام IRENA وكذلك ضم ممثلين عن مبادرة إفريقيا للطاقة المتجددة (AREI) ، والطاقة المستدامة للجميع (SEforALL). ترأس الحدث الافتراضي كل من الدكتورة أماني أبو زيد ، مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الإفريقي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ، فرانشيسكو لا كاميرا . تناول المشاركون إمكانية تحويل الأزمة العالمية الحالية إلى فرصة للقارة الإفريقية ولشعوبها من خلال التركيز على التحول للطاقة الخضراء المتجددة بما يسمح من التعامل مع الجائحة و إعداد الطاقة للتعافي الاقتصادي فيما بعد انتهائها. وقالت مفوضة الاتحاد الإفريقي الدكتورة أماني أبو زيد " إن قطاع الطاقة لا يمكنه أن يقتصر على التفاعل مع الاحتياجات فقط ، بل عليه أن يشارك في التصدي لآثار الجائحة و في اتخاذ دور محوري في التعافي بعد الأزمة". وأوضحت أن هذا الاجتماع الذي عقد بخاصية مؤتمرات الفيديو كونفرانس تناول تأثيرات فيروس كورونا المستجد على قطاع الطاقة في دول إفريقيا، ومواءمة الاستجابة للوباء مع أهداف التنمية المستدامة والمناخ مواكبة لأجندة إفريقيا 2063. وركز الاجتماع على الإجراءات التي يجب تطبيقها لدفع وتيرة تحول الطاقة في افريقيا وتعزيز الاعتماد على المصادر المتجددة والنظيفة والاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة مما يفيد في تشكيل الاستجابة للاحتياجات والاستعداد للتعافي. وسلطت الدكتورة أماني أبوزيد الضوء على التدابير التي اتخذها الاتحاد الأفريقي بما في ذلك إجراء مشاورات واسعة النطاق مع الشركاء الإقليميين والعالميين ووضع خطة عمل عاجلة ، اعتمدها مكتب وزراء الطاقة الأفارقة في 12 مايو 2020. من جانبه ، أشاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ، فرانشيسكو لا كاميرا ، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي ، مشيراً إلى أن: "تسريع التحول للطاقة النظيفة يمكن أن يساعد إفريقيا على الاستجابة ل Covid-19 ، مع السماح للقارة بتحقيق أهدافها المتوسطة والطويلة الأجل لمجتمع عادل ومزدهر. و أكد لا كاميرا على مواصلة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة العمل حثيثاً مع الاتحاد الإفريقي و لإنشاء مسارات لتسريع نشر الطاقة المتجددة في إفريقيا ، و دعم جاهزيتها في مواجهة الوباء الحالي . و تشير التقديرات إلى أن نشر الطاقة المتجددة يمكن أن يخلق 2 مليون وظيفة خضراء إضافية في أنحاء أفريقيا." وأكد مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ، أكيم شتاينر ، على دور مصادر الطاقة المتجددة : “إن تأثير COVID19 على الاقتصادات الأفريقية يعد انتكاسة كبيرة ، وساعدت الاستجابات السياسية السريعة عبر القارة في التخفيف من الأزمة الصحية ، ولكن الآثار الاجتماعية الاقتصادية يمكن أن تقوض مكاسب التنمية في السنوات الأخيرة. و قال " ويعد توسيع نطاق الحصول على الكهرباء من خلال التوسع الجريء للطاقة المتجددة المتصلة بالشبكة الرئيسية و المنفصلة الشبكة فرصة كبيرة في سياق برامج التحفيز والتعافي الاقتصادي ، موضحا إنها خيارات اقتصادية فاعلة لمعالجة فقر الطاقة وتسريع انتقال إفريقيا نحو اقتصاد طاقة نظيفة في القرن الحادي والعشرين ". وفي مداخلته خلال الحوار قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي ، وزير التغير المناخي والبيئة بدولة الإماراتالمتحدة: " إن التأثيرات السلبية لوباء فيروس كورونا المستجد طالت كافة الجوانب الحياتية والقطاعات، وفي مقدمتها الصحة العامة للبشر والمنظومات الاقتصادية لكافة الدول، بالإضافة لنظم الطاقة الهشة وغير المستقرة"، مشيراً إلى أن الاستجابة المثلى للتعامل مع هذه التأثيرات والعمل على الاستفادة ايجابياً منها في المستقبل تتمثل في أحد أهم جوانبها في تعزيز استخدام ونشر حلول الطاقة المتجددة . كما لاحظ المشاركون أن الآثار الضارة للوباء تضعف قدرات قطاع الطاقة الإفريقي. وأشار الوزراء إلى أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على هذا القطاع الحيوي والهام وإعداده للتعافي بعد الوباء ، فإن وضع الطاقة في إفريقيا قد يعوق قدرة القارة على التعامل مع الأزمة. واتفق المتحدثون على أنه من الضروري ألا يؤدي وباء COVID-19 إلى إعاقة الجهود المبذولة لزيادة الوصول إلى الطاقة وحلول الطهي النظيفة التي لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا في إفريقيا. جدير بالذكر انه لا يزال حوالي 548 مليون إفريقي يعيشون بدون كهرباء ، و 894 مليون إفريقي يفتقرون إلى حلول طهو نظيفة. و اختتمت مفوضة الاتحاد الإفريقي الاجتماع قائلة: "يجب أن نستفيد من حالة التعاون والتكاتف التي عززتها جائحة فيروس كورونا المستجد بشكل إيجابي في تحفيز وتطوير كافة القطاعات بما يتماشى مع منظومات الاقتصادات الصديقة للبيئة، وفي مقدمتها قطاع الطاقة، حيث يجب تسيير وتيرة العمل لتعزيز تحول الطاقة في إفريقيا بما يواكب الأجندة الإفريقية 2063، ويعزز تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030." اجتماع بالفيديو كونفرانس