ينتشر وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في شتى أنحاء العالم. وهذه أزمة عالمية نادرة الحدوث، وتحد مشترك يواجه البشرية جمعاء. بصفتها الدولة الأولى في العالم التي تقوم بإبلاغ المجتمع الدولي بشأن الوباء وبصفتها الدولة الأولى التي تواجه الوباء، أصبحت الصين واحدة من أوائل الدول في العالم التي استطاعت السيطرة على الوباء محليا من خلال العمل الشاق والمضني ومن خلال التضحيات الجسيمة. فهي لم تمثل خط دفاع في مجال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها بالنسبة للعالم فحسب، بل أكسبت المجتمع الدولي خبرات قيمة لأجل مكافحة الوباء على المستوى العالمي. لا يحس بالوجع إلا من داس على الجمر. في الوقت الحاضر، أصبح المزيد والمزيد من الناس يدركون "مكر ودهاء" فيروس كورونا الجديد، كما أصبحت لديهم خبرة ذاتية بالضرر الذي ألحقه الفيروس بالمجتمع الدولي. ولكن منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لم يكن أحد يتوقع بأن الوباء سوف يدمر العالم بهذه الطريقة العنيفة. يقول البعض بأن الصين قامت بإجراء "امتحان مغلق" وبشكل استباقي، فمنذ أن كان عدد المصابين بالفيروس لا يتجاوز 0.006% من عدد السكان، قامت الصين بكبح جماح "الحصان البري الهارب"، وهو ما خلق معجزة في تاريخ الكفاح البشري ضد الأمراض المعدية. "ورقة الإجابات الصينية" هذه كانت صعبة المنال وفي نفس الوقت مؤثرة إلى أبعد الحدود. قامت "ورقة الإجابات الصينية" بتسجيل الجهود الشاقة التي تم بذلها. فقد قام الرئيس شي جين بينغ باعتبار الوباء اختبارا كبيرا، وقام بالإشراف عليه وإدارته بنفسه، وترأس اجتماعا خلال اليوم الأول من السنة القمرية الجديدة لإعادة البحث، والنشر والتعبئة لأجل الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، وبشكل خاص علاج المرضى المصابين بالفيروس. قبل ذلك بيومين، قامت ووهان بإغلاق ممر مغادرتها واعتمدت إجراء "المدينة المغلقة"؛ وقبل ذلك بيوم، قامت ثلاثة فرق طبية من جيش التحرير الشعبي بتقديم دعم طارئ إلى ووهان. تجميع المرضى، تجميع الخبراء، تجميع الموارد وتركيز العلاج ... هرع 42000 من العاملين الطبيين من جميع أنحاء البلاد إلى ووهان، وتم افتتاح مستشفى هوشنشان ومستشفى ليشنشان في غضون 10 أيام. يشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أنه "خلال مواجهة فيروس لم يكن معروفًا سابقًا، قامت الصين باتخاذ إجراءات الوقاية من الأوبئة والسيطرة عليها الأكثر شجاعة ومرونة ونشاطًا عبر التاريخ"؛ كما أظهر تقرير بحثي نشر في مجلة العلوم الأمريكية أن إجراءات الوقاية من الأوبئة والسيطرة عليها في الصين نجحت بشكل كبير في كسر سلسلة انتقال الفيروس، وهو ما مكنها من تجنب مئات الآلاف من الإصابات. إن "ورقة الإجابات الصينية" هي شهادة على مثابرة مئات الملايين من الناس. وقالت صحيفة ستريتس تايمز بسنغافورة في تعليق لها "مثل الدول الأخرى التي تعاني، الصين هي أيضا ضحية لهذا الوباء الناجم عن فيروس كورونا الجديد." تسبب هذا الوباء الشديد والغير مسبوق، في وفاة العديد من الصينيين، كما توفي العديد من العاملين في الخطوط الأمامية، ففي سبيل الحد من انتشار الوباء، تحولت حياتنا الاقتصادية والاجتماعية إلى "فرامل للطوارئ". كما كتبت وسائل الإعلام الصربية على عناوينها الرئيسية "العالم مدين بالشكر لشعب ووهان" ، هذا وأشار الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش إلى أن الشعب الصيني "ساهم في إنقاذ البشرية جمعاء من خلال التضحية بحياته الطبيعية". تسلط "ورقة الإجابات الصينية" هذه الضوء على مسؤولية المصير المشترك للبشرية. في مجال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، تعلق الصين دائما أهمية على التعاون الدولي وتقوم بتعزيزه بشكل نشط. حيث إنه في يوم 31 ديسمبر 2019، بدأت الصين في إبلاغ منظمة الصحة العالمية بالمعلومات الخاصة بالوباء، وكان ذلك قبل شهر من إعلان منظمة الصحة العالمية أن كوفيد-19 يشكل "حدثًا طارئًا للصحة العامة يثير قلقا دوليا". وأشار رئيس تحرير المجلة العلمية الطبية المعروفة "لانسيت" إلى الاتهامات التي لا أساس لها من بعض الأشخاص في الغرب، مشيراً بوضوح إلى أن "الرسالة التي قامت الصين بإرسالها واضحة للغاية، لكننا أهدرنا شهر فبراير بأكمله". وخلال اللحظة الأكثر توترا في الحرب العالمية على الوباء، طار فريق من الخبراء الطبيين الصينيين إلى الخارج للقتال في الصفوف الأمامية، وتم نقل الإمدادات الطبية الصينية إلى جميع أنحاء العالم، وتم تحديث خطة العلاج الطبي في الصين بشكل ديناميكي وتقاسمها مع جميع البلدان ... الفيروس لا يعرف الحدود، ولا يميز الوباء بين الأجناس. نحن ندرك جيدًا أنه خلال المعركة العالمية من أجل الوقاية من الوباء ومكافحته، طالما أن هناك دولة ما لا تسيطر بشكل فعال على الوباء، فلن تنتهي هذه المعركة. أشاد روبرت لورانس كوهن، رئيس مؤسسة كون الأمريكية ، ب "ورقة الإجابات الصينية" عندما عبر عن وجهات نظر شعوب العالم ذات البصيرة، وقال إن مفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية هو رؤية عميقة، وفي العصر الحالي الذي تحارب فيه كل البلدان الوباء، ف"إنها توفر للعالم طريقة جديدة للتفكير نحن في أشد الحاجة إليها، وتنقل إلينا آمالا كبيرة."
