بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.. (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) صدق الله العظيم على مدار شهر رمضان الكريم نقدم كل يوم حلقة عن سبب نزول آية من آيات القرآن الكريم لنتعلم الحكمة، ونعرف سبب النزول. سبب نزول سورة "المسد" قال تعالي: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ). عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأنذر عشيرتك الأقربين"، عندها صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبل الصفا ونادى في الناس، قال: يا بني عبدالمطلب، يا بني فهِر، يا بني لؤي، يا آل مُرّة يا بني كُلاب أرأيتم لو أخبرتكم أن عدواً لكم هو مصبحكم أو مُمسيكم - أي- يُغير عليكم با لصباح أو المساء أتُصدقوني؟.. قالوا: بلي،.. قال: (فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)، فقال أبولهب :تباً لك، ألهذا دعوتنا جميعاً؟ فأنزل الله عز وجل: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) إلي آخر السورة. أبو لهب: هو عبدالعزة بن عبد المطلب "عَمّ" رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهر بكُنيتهُ أبي لهب بين الناس وكان صاحب بشرة بيضاء مصحوبة بحُمره فكان وجه يتوهج كاللهب، وما كان القرآن الكريم ليذكر اسم "عبد" لغير الله ولذلك ذُكرَ في القرآن الكريم بكُنيته "آبي للهب"، وكان عنده ثلاثة أبناء "عُتبه، ومُعتِب، وعُتيبة " وأبنة وهي درة بنت أبي لهب، أما عُتبه فكان زوجاً "لرُقية" بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أسلم بعد فتح مكة مع أخيه "مُعتِب" و"دوره" ، وكان عُتيبه أيضاً زوج " أم كلثوم" بنت رسول الله، ولكنه لم يُسلم، فلما نزلت سورة "المسد" في حق أبي لهب قال: لأبنائه الاثنين رأسي من رأسُكما حرام أي - طلِقا بنتا رسول الله، ولما أراد الشقي "عُتيبه" الخروج إلي الشام مع أبيه قال لآُتين محمدا ولآذينهُ في نفسه ودينه، ثم قال: يا محمد إني كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم بصق أمامه وطلق ابنتهُ "أم كلثوم"، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" فافترسه أسد وهو في رحلته، وهلك أبي لهب بعد غزوة "بدر" بسبع ليال بمرض مُعد يُسمى "العُدسة" وبقي ثلاثة أيام لا يقربه أحد حتى أنتن وأصبحت رائحته كريهة، فلما خاف قومه العار حفروا له حفرة ودفعوه إليها بأخشاب طويلة وغليظة حتى وقع فيها، ثم قذفوا عليه الحجارة حتى دفنوه فيها ولم يحمله أحد خشية العدوى، فهلك كما أخبر عنه القرآن الكريم ومات شر ميتة. وأما قوله تعالي: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)، فكانت زوجته ( أم جميل ) عوراء وكان من الأولى أن تُسمي (أم قبح) فهي ذُكرت في السورة، فقد كانت تحمل حزمة من الشوك وفتنثرها بالليل في طريق النبي صلى الله عليه وسلم لإيذائه، فقد كانت خبيثة مثل زوجها، وكانت تمشي بين الناس بالنميمة وتوقد نار البغضاء بينهم والعداوة. ويحكى أنه كانت لها قلادة فاخرة من جوهر، فقالت واللات والعزى لأنفقها في عداوة "محمد" فأعقبها قول الله تعالي :(فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) أي- حبلاً في عنقها من مسد جهنم.