أكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية ، أن عالم ما بعد أزمة كورونا سيكون مختلفا في وجوه بعضها سلبي، وبعضها إيجابي، حيث أشار إلى أن العالم سوف يشهد أزمات اقتصادية، وزيادة في حجم البطالة، بما له من مخاطر سياسية على النظم المختلفة، مشددا على أن دول العالم سوف تشهد بطالة وكسادا اقتصاديا بدرجات متفاوتة. وأضاف الفقي في حديثه مع المذيع شريف عامر على فضائية "إم بي سي مصر"، أن العالم سوف يدخل مرحلة العمل والتعليم عن بعد، وهي من المميزات التي حملتها أزمة فيروس كورونا ، حيث يجرى مراجعة فكرة التجمع بأعداد كبيرة سواء في مؤسسات التعليم أو أماكن العمل ليس في مصر وحدها، ولكن في العالم كله، واستطرد قائلا: إن العمل أو التعليم عن بعد كانت له إرهاصات في السنوات الماضية، على الصعيد الدولي، لكنه بات يعرف طريقه إلى الدول النامية بعد تفشي وباء كورونا ، والاتجاه نحو اتخاذ تدابير احترازية في مواجهته. وتساءل مدير مكتبة الإسكندرية : هل أدرك الذين انتقدوا وزير التعليم الدكتور طارق شوقي فائدة وأهمية ما ينادي به منذ فترة عن التعليم عن بعد؟ ومن ناحية أخرى توقع الفقي في ظل أزمة كورونا ، أن هناك تحالفا صامتا بين الصين وروسيا، وأوروبا هي التي تعاني، لافتا إلى أن شهية الصين مفتوحة أكثر من ذي قبل على لعب دور دولي؛ اقتصادي وثقافي وسياسي، ولاسيما أن القوة العسكرية لم تعد الوحيدة، بل تبدو القوة الاقتصادية، والتقدم العلمي، والاختراعات الحديثة لها أهمية كبرى. وشدد على أن أزمة فيروس كورونا لا يجب أن تكون على حساب أزمة سد النهضة، وقد تستغل إثيوبيا انشغال العالم، وتمضي في الإجراءات التي أعلنتها لملء السد بالمياه، وهو أمر تدرك أبعاده الإدارة المصرية، وواعية له تماما، وتتواصل مع دول العالم، ولن تفرط في قطرة مياه واحدة. وألمح إلى أن الفترة القادمة قد تشهد تغيرا في الموقف بعد تعيين سفير إثيوبي جديد بالقاهرة، ودخول السودان طرفا ووسيطا لحل الأزمة.