مرسي عطا الله يكتب: كل يوم يجب أن نكون على ثقة تامة بأنه لابد للقيد أن ينكسر ولابد لليل أن ينجلى ولابد أن تزول الغمة وينهزم الفيروس اللعين أمام قوة العلم وعمق الإيمان. لابد أن نكون على يقين بأن شموس الصحة والعافية سوف تشرق من جديد على البشرية كلها من شرق الأرض إلى غربها لتبعث الدفء والأمان فى نفوس كل الشعوب والأجناس التى دفعت ثمنا لا يستهان به فى مكافحة هذا الوباء اللعين! نعم.. سوف يبقى الأمل حيا مادام الإنسان مستمرا فى سعيه للبحث عن دواء لمواجهة الداء مهما تكن الظروف والأحوال والأزمنة... هكذا تقول لنا دروس التاريخ عبر آلاف السنين. لن أحدثكم اليوم عن أرخص دواء لمقاومة هذا البلاء وهو دواء الاعتكاف وعدم المخالطة.. ولن أحدثكم عن خطر الانسياق وراء الشائعات التى تبثها القوى المعادية لشعبنا والتى تستهدف ضرب المناعة النفسية لأهلنا باعتبارها الجدار الصلب الذى يحمى المناعة الجسدية اللازمة للصمود أمام هذا البلاء اللعين. فقط أود أن أقول لكم لا تقلقوا دون أن تتخلوا عن حذركم الواجب ووعيكم الكامل بحقيقة هذا الوباء وطرق انتشاره التى مازال بمقدورنا أن نغلقها تماما بقوة التصدى للدعوات الجهولة للنزول إلى الشارع والتكبير بالدعاء وتلك دعوات خبيثة ظاهرها الحق وباطنها الباطل وتستهدف نشر الوباء وحلول البلاء. أقول لكم إن من لزم بيته فى زمن الوباء فإن له أجر الشهيد ولو لم يمت... عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيسَ مِنْ رَجُلٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُث فِى بَيتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُه إلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إلِّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ». إن بإمكاننا أن نجعل من هذه اللحظة نقطة تحول فى تغيير نظم حياتنا نحو الأفضل ولا شك فى أن هذا الالتزام بقواعد حظر التجوال يشجع على فتح ملف الانضباط فى الشارع المصرى بعد زوال الخطر وتنظيم مواعيد فتح وإغلاق المحلات التجارية على غرار ما يحدث فى كل دول العالم! المحنة فى طبيعتها وحقيقتها – محنة وعى وسلوك وبالتالى فإن بمقدورنا أن نجنب أنفسنا وأن نجنب وطننا خطر الذهاب إلى الحافة المرعبة.. وليحم الله مصر وشعبها من كل خبيء ومجهول! خير الكلام: الحبل إذا اشتد تسبب فى قطعه.. وكذلك الهموم والمصائب إذا اشتدت اقتربت من نهايتها! [email protected]