كلما مر الزمان تزداد مملكاتها وهجًا وبريقًا؛ لأن الجميع يجد فيها ضالته ما بين حنان الأم.. والسيدة القائدة.. وبنت البلد التي تجمع بين خفة الظل والجدعنة وخاصة أنها تمتلك شخصية تجعلها دائمًا على القمة.. إنها الفنانة يسرا . النجمة يسرا ، التي لا ينطفأ وهجها كلما تقدم بها العمر تنجح في جذب الملايين من المشاهدين لها، فعلى مدار مشوارها الفني الذي تخطى 30 عامًا جسدت العديد من الشخصيات على الشاشة، فكانت الفنانة الأكثر وعيًا عن غيرها حينما أدركت أن التليفزيون سلاح ووسيلة هامة تستطيع من خلاله الاقتراب بشكل كبير من جمهورها في الوقت الذي تراجعت فيه السينما في فترات معينة كما كان في التسعينيات من القرن المنصرم. يسرا لكن حتى مع هذا التحول الكبير في أزمة السينما الشهيرة والمعروفة بعهد «المقاولات» كانت يسرا ، تفاجىء محبيها بنضجها وتغلبها على تلك المرحلة لتقدم بصحبة الثالوث الشهير «السيناريست وحيد حامد ، والمخرج شريف عرفة ، والزعيم عادل إمام » مجموعة من الأفلام الهامة التي خاطبت قضايا شائكة في المجتمع خلال هذه الفترة على الصعيد السياسي والإجتماعي وهي: «طيور الظلام، الإرهاب والكباب، المنسي». يسرا وبرغم تقديم الثنائي الشهير يسرا ، و عادل إمام ، العديد من الأفلام المميزة على مدار رحلتهما الفنية، إلا أن تلك الأفلام تظل علامات فارقة في مشوارهما الفني، وفي السينما أيضًا لم يصادف أن خرجت أفلام تقترب من تفاصيل صغيرة؛ لذلك بقيت هذه الأعمال محفورة في أذهان المشاهدين الذين يحفظون شخصياتها ومقاطع كثيرة من أحاديث أبطالها. حسين فهمى مع يسرا ومع تكرار التعاون مع فريقها، إلا أن الفنانة يسرا نجحت في تخطي الوقوع في الفخ بتكرار نمط الشخصيات المقدمة، بالرغم من تقارب الفترة الزمنية، وإن كان هذا هو إحدى ركائز النجاح الهامة التي دعمتها خلال مشوارها الفني وجعلت من أعمالها سحرا وخصوصية. «الكاريزما والموهبة».. صفتان أساسيتان لابد أن يمتلكانها الفنان، فالمشوار الفني للنجمة، يؤكد أنها طوعت تلك الصفتين تحديدًا بخلاف غيرها، وقد نجحت «الديفا يسرا » في هذا الأمر بجدارة عندما تخطت حدود موهبتها. يسرا وخلال رحلتها الفنية، ظهرت يسرا ، بين أدوار الفتاة الأرستقراطية والشعبية الفقيرة، وامرأة الطبقة المتوسطة العاملة أو التي تعاني مشكلات زوجية وغيرها من الأدوار التي وضعتها في مكانة مميزة منذ البداية، ولفتت نظر كثير من كبار الكتاب والمخرجين والفنانين لها مما جعل رحلتها الفنية تمتلىء بالعديد من كبار أسماء التي لا يمكن ذكرها في مجرد هذه السطور البسيطة. يسرا وأكدت يسرا منذ بدايتها ما تحمله بداخلها من طاقة تمثيلية كبيرة كانت باستمرار تطورها بمدرسة أدائها الخاصة تمزج فيها بين ما تكنه بداخلها من حالة تشبع بالشخصية التي تقدمها وبين ما تفرضه على تلك الشخصية من أدوات ومقومات على صعيد الأداء الجسدي وتحديدًا لغة العينين التي تعد سلاحًا قويًا للممثل. يسرا ولم تكتف يسرا ، بموهبتها كممثلة بل دخلت مجال الغناء، وقدمت عددا من الأغاني بالأفلام أو حتى على صعيد أغانيها الخاصة التي قدمتها وحققت من خلالها شهرة آخرى، بدأتها مع أغنيتها الشهيرة «جت الحرارة» مع الراحل مودي الإمام، ثم «حب خلي الناس تحب» وأخيرًا «3 دقات» التي قدمتها مع المطرب أبو، وحققت بها نجاح طافت به حول العالم. يسرا وحصدت يسرا ، العديد من التكريمات المختلفة على مستوى العالم المحلي والعربي والدولي أبرزها تكريمها من مهرجانات كبرى مثل كان، وفينيسا، والقاهرة السينمائي، وغيرها، بخلاف شهادات التقدير التي تتجاوز رقم 50. كما كانت يسرا ممثلة وسفيرة للعديد من الحملات المؤثرة على مستوى العالم مثلما تم اختيارها عام 2006، كسفيرة للنوايا الحسنة من قبل برنامج الأممالمتحدة الأنمائي؛ نظرًا لشهرتها الواسعة في الوطن العربي واهتمامها الواسع بالمهمشين والمرأة. يسرا وتظل يسرا حالة فنية استثنائية، تبقى في منطقة خاصة من المحبة الجماهيرية التي تزداد بتقدم العمر وتغيير الأجيال، وفي عامها الجديد الذي تدخله اليوم. عمر الشريف و يسرا فى مهرجان دبى السينمائى الدولى