النجاح الذي حققته منة شلبي على مدار 18 عامًا، لم يكن مجرد ضربة حظ، بوقوفها أمام الساحر محمود عبدالعزيز، فالبصمة التي تركتها الفنانة منذ عملها، تؤكد اجتهادها من دور إلى آخر لتصبح واحدة من أهم نجمات الألفية الجديدة، الذين ملأوا فراغًا كبيرًا تركته الساحة السينمائية على وجه التحديد، بعد أن تربعت سينما المقاولات في مرحلتي منتصف الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم حتى الألفية الجديدة، التي أفرزت عددًا من الفنانات خلفًا لنجوم سابقين، مثل ميرفت أمين ونجلاء فتحي مرورًا ب ليلى علوي وإلهام شاهين ويسرا. بدأت منة شلبي الرحلة في مطلع الألفية الجديدة في فيلم "الساحر"، الذي وقفت من خلاله أمام كاميرا الراحل رضوان الكاشف، صاحب الإطلالات المميزة بالسينما المصرية، مثل "ليه يابنفسج" و"عرق البلح"، واكتمل نجاح التجربة بمشاركة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، هنا حصلت الفنانة على مرحلة التشبع الأولى في عملها كممثلة مبتدئة، لتكتمل تجربتها بعد ذلك بالوقوف أمام يسرا في مسلسل "أين قلبي" في شخصية "توحة" التي انتقلت فيها لمرحلة أكبر في الوعي الفني، حيث دور الفتاة الشرسة قوية الشخصية، مما حقق لها الشعبية والجماهيرية المطلوبة في بداية المشوار. وعلى الرغم من إخفاق منة شلبي في اختياراتها بعد هذا العمل، حيث مشاركتها في فيلم "ملم ماما"، مع عبلة كامل، و"فيلم هندي"، مع أحمد آدم، إلا أن الفنانة عادت وتنبهت لمسارها الفني الذي بدأت فيه الاختيار عن وعي، وليس لمجرد الانتشار والشهرة، كما أنها بدأت في تحدي ذاتها في تلك المرحلة، وأنقصت وزنها حتى لا تصبح حصيرة أدوار معينة يتم تصنيفها فيها على اعتبار المقومات الجسدية فقط، وليست الموهبة، هذا الخطأ الذي لربما لا ينتبه له كثير من الفنانين إلا بعد فوات الأوان. من فيلم "أحلى الأوقات"، والذي شاركته الفنانة هند صبري، وحنان ترك، و"بحب السيما"، حيث العمل مع مدارس إخراجية متنوعة، وأكثر إحترافية، لتبدأ بعد ذلك مرحلة النضج الفني بتقديم أدوار مركبة وأكثر تعقيدًا، ومنها "أنت عمري"، "ويجا"، "بنات وسط البلد"، وغيرها من الأعمال المميزة في العقد الأول من الألفية الجديدة، منها هي فوضى، واحد من الناس، والأولى في الغرام، نور عيني، بدل فاقد، آسف على الإزعاج وأخرى. ويبدو أن فيلم "هي فوضى"، الذي قدمته مع المخرج الراحل يوسف شاهين، كان هو نقطة التحول في مشوار منة شلبي، الذي بدأت بعده في اختيار الأدوار التي تفصح عن كثير من قدراتها التمثيلية، التي تعتمد فيها على مدرسة التلقائية، والالتحام مع الشخصية التي تقدمها من عمل إلى آخر. ويعتبر فيلم "نوارة"، هو أحد المحطات الهامة في مشوار منة شلبي، الفيلم الذي قدمت من خلاله حياة واحدة من بسطاء الشعب الذين طالتهم أحلام الثراء في أعقاب الثورة، ونجحت من من خلال دورها في حصد العديد من الجوائز ضمن عدد من المهرجانات الدولية، ويتوازى مع مشوار منة شلبي السينمائي خطًا آخر في الدراما التليفزيونية، التي أصبحت تطل فيها على جمهورها كل عامين، بدأتها مع مسلسل "نيران صديقة"، مرورًا بمسلسلات "حارة اليهود"، والذي قدمت خلاله دور فتاة يهودية ويليه مسلسل "واحة الغروب" الذي بدى فيه تعمقها وتغلغلها في روح الفتاة الإيرلندية التي تنتمي لحقبة زمنية عتيقة. التنوع الذي أحدثته منة شلبي في مشوارها الفني خلال العقد الثاني من الألفية الجديدة، والذي شهد تنوعًا كبيرًا في اختياراتها التي تمتزج فيها مع شخصياتها بروح الماضي والحاضر، خير دليل على النضج الفني الذي وصلت إليه الفنانة على مدار رحلتها الفنية التي امتدت طوال ال 18 عامًا. وتبقى منة شلبي التي تتم عامها ال 36 اليوم، فنانة متفردة بين بنات جيلها، لا تشبه غيرها، تتميز بطريقة أداء واختيارات تشبه شخصياتها، تحمل ذكاءً خاصًا منها، وبخلاف ذلك، فهي واحدة من أكثر الفنانات الذين يرتبطن بعلاقات صداقة ومحبة مع جميع زملائها، ما يسهم في تعاونات مثمرة بينها وبينهم في أية أعمال مشتركة.