في الساعات الأولى من صباح كل يوم يخرج أحمد، الشاب العشريني، مع والده يجهز متطلبات عملهما على عربة الفول الصغيرة، التي يملكها الأب، على ناصية شارع يافع ابن زيد، يعمل الشاب طوال النهار يساعد والده بكد لينتهي عملهما قبيل حلول المساء بقليل. اعتاد أحمد وغيره من العاملين في الشارع أن يستقبل مروان، عامل القهوة، يحمل في يده كوب الشاي، لكل منهم، حسب الموعد الذي يحدده مسبقا، نظرا لصعوبة تركهم لأعمالهم والجلوس على القهوة، لكن في المرة الأخيرة لم ينته الأمر بين عامل القهوة المشاغب، وصاحب عربة الفول على خير، ليفارق الأخير الحياة بطعنة غادرة من "مروان" بسبب كوب شاي! الشارع الذي شهد الواقعة "كانت خطوبته بعد أسبوع بس ابن الحرام ده قتله" يقول صاحب عربة لبيع المأكولات بالشارع، فيوم الحادث بعث مروان كوب شاي ل"أحمد" عند عربة الفول، لكن أحمد لم يأخذها، وأعاد الصبي للقهوة ومعه الشاي، لكنه فوجئ بعد قليل بأن مروان ذهب إليه يعاتبه لعدم أخذه الشاي، فرد أحمد قائلا "مش أنت بتقول إننا كلاب بلدي.. وال30 أو 40 جنيها اللي بتاخدهم مننا هتحطهم من جيبك.. أنا بقى مش عايز منك شاي". الشارع الذي شهد الواقعة رد مروان، طبقا لبائع المأكولات الذي شهد الجريمة، بأنه لم يعنِ أحمد بشخصه قائلا "أنا قصدي الصنايعية" حينها غضب أحمد بشدة ورد "أنا واحد من الصنايعية واللي يمشي عليهم يمشي عليا"، تطور الأمر بين الشابين لمشاجرة لكن والد أحمد تدخل لفضها، حتى إنه اصطحب مروان بنفسه للقهوة وطلب من مسامحة أحمد قائلا "حقك عليا أنا يابني واللي أنت عايزه هعملهولك"، لكن مروان لم يستجب لمحاولات الصلح، وظل يسب أحمد بطريقة مبالغ فيها، حتى إن صاحب القهوة التي يعمل بها مروان غضب من طريقته المهينة، وطرده من العمل. محرر بوابة الاهرام مع احد الشهود "الحوار ده حصل الساعة 8 الصبح.. مروان مشى ورجع بعدها بشوية مع واحد صاحبه"، يقول بائع المأكولات، فعامل المقهى عاد ممسكا بسكين صغير، فيما اصطحب صديقه "إسلام ولاعة" وبيده "سنجة" تسلل مروان من خلف السيارات القابعة بالمنطقة، واستغل انشغال أحمد في عمله وطعنه في الجهة اليسرى من صدره، ليسقط الشاب صاحب ال21 عاما غارقا في دمائه". يقول خميس حميدة، عامل في بنزينة بالمنطقة، أن الأهالي حاولوا القبض على مروان لكنه ظل يلوح بسكينه في وجه من يقترب منه، وصديقه كذلك أشهر سكينه في وجه الجميع، وبعدها استقل مروان "موتوسيكل" كان في انتظاره، فيما هرب صديقه ركضا، حينها تجمع الأهالي وحملوا أحمد في سيارة ميكروباص، إلي مستشفى القصر العيني لنجدته، لكن بعد نصف ساعة وصلهم خبر مقتله. وعن القاتل يقول بائع المأكولات إنه قدم للعمل بالمقهى منذ 3 أشهر فقط، سريع الغضب وكثير المشكلات، حتى أنه تعدى بالضرب على زبون بالقهوة بسبب جنيه واحد، كما أنه مسجل في قسم الشرطة في قضية شروع في قتل، و3 قضايا حيازة سلاح أبيض، وفي النهاية ارتكب جريمته في حق الشاب الخلوق، والمحبوب من الجميع. أما "أحمد" فهو مثال للشباب في المنطقة، الجميع يحبه ويشهد باحترامه، وابتسامته لا تفارق وجهه، فهو يعمل في الشارع منذ أن كان عمره 6 سنوات، ويساعد والده في عمله، وينهي بائع المأكولات حديثه قائلا "الله يرحمه من كتر ما هو كويس كنت تقول بالبلدي كدة ابن موت.. كان زمانه عريس جديد دلوقتي".