استمعت محكمة شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية، برئاسة المستشار الدكتور جابر المراغي، اليوم السبت، لمرافعة النيابة في محاكمة 14 متهمًا في حادث قطار محطة مصر، الذي تسبب في وفاة 31 مواطنا وإصابة 17 آخرين نتيجة إهمالهم. استهلت النيابة العامة ، مرافعتها بتلاوة الآية الكريمة، "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"، ثم تحدث ممثل النيابة عن قدم مبنى محطة مصر وتاريخه الطويل". وقالت النيابة في مرافعتها، إنه مبنى مر على بنائه 165 عامًا، في قلب العاصمة القديمة، وهو وجهة تعكس أن مصر هي ولا خلاف منبع حضارة قديمة ومهدها، وأنها ثاني أقدم بلد امتلك سكك حديدة. ولفتت النيابة، إلى أنه إذا كان العالم اجتمع على أن القطارات هي الوسيلة الأمن، فكيف شهدت المحطة مشهدًا مروعًا ومخيفًا، حيث دخلت في وسط الجموع الآمنة قاطرة بلا قائد، مسرعةً بلا كابح، فحدث اصطدام وانفجار، تاركًا العُزل حيارى وهم يحاولون إسعاف من تضرروا من الحادث، وهرعت عدسات الكاميرات لمحل الواقعة للنقل للعالم كل هذا الخطب. وأشارت النيابة، إلى الظن في البداية، أنه الإرهاب، قائلة في مرافعتها: "فمن غيره يقدم على عمل مثل هذا"، لتضيف بالقول إن الحقيقة سرعان ما ظهرت وأطلت "ويا أسفاه حينما أطلت؟"، فليس عدو له جبهة لقتاله، ولا إرهابًا نقتفي أثره لنجثته من أرضنا الطيبة، لتؤكد: "عدونا من أسند إليه الأمر في ذلك، وحسبك أن تسند الأمر لغير أهله". وقالت النيابة، في مرافعتها، إن أحد المتهمين خرج على المجتمع الغاضب غير آسف، يقدم أعذارًا هزيلة، وسط ابتسامات سخرية واستهزاء، غير عابئ لصنيعه وهذا الدمار الذي قدمته يداه، وأضافت النيابة: "قضية يوم هي قضية مجتمعية أدمت قلوبنا، من هول ما حدث، ومن هول ما رأيناه، ما أطلعنا عليه من إهمال الذي بسببه فقدت الأرواح، وترملت النساء، ومات رب الأسرة وهو العائل الوحيد لأسرته". وتحدثت، عن ضحايا الحادث، قالة: "هذا رجل ساعٍ على رزقه، وهذا طالب ذاهب لجامعته، وتلك امرأة ما أخرجها من بيتها إلا طلب الرزق والعيش"، لافتة إلى صرخات من أحرقوا أحياء، واصفة المُتهمين بأنهم: "أناس غطت ضمائرهم في سبات عميق".