بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، إن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس ب الحرس الثوري الإيراني ، الذي قتل في ضربة جوية أمريكية في بغداد، كان يخطط لهجمات "وشيكة" على المصالح الأمريكية، يشكك بعض مسئولي الأمن القومي و الكونجرس في استخدام تلك الكلمة لتبرير العملية. وقال السناتور الديمقراطي مارك وارنر، نائب رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ ل"رويترز"، بعد إفادة إلى المجلس: "أعتقد أنه كان هناك تهديد، لكن مسألة مدى كونه وشيكة لاتزال بحاجة إلى إجابة". وقال التقرير الذي نشره موقع قناة سكاي نيوز، إن كلمة "وشيكة" تشمل الهجمات قريبة الحدوث على أهداف أمريكية، وربما تساعد إدارة ترامب على الدفع قانونيا بأن قتل سليماني من أعمال الدفاع عن النفس. وذكر مصدر في الأمن القومي مطلع على البلاغات الحكومية الداخلية قبل الضربة الجوية، أن الأجهزة الأمريكية جمعت أدلة تفيد بأن جماعات أو خلايا تدعمها إيران تخطط بنشاط لتنفيذ هجمات على أفراد وأهداف أمريكيين. وردا على سؤال عما إذا كان لدى الولاياتالمتحدة أدلة قوية تشير إلى أن مثل تلك الهجمات "وشيكة"، حسب وصف ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو، قال المصدر، إن هذا يعتمد على تعريف الشخص لكلمة "وشيكة". وبعد تكرار السؤال خلال إفادة للصحفيين يوم الجمعة، قال مسئول كبير بوزارة الخارجية: "فيما يتعلق بما إذا كانت المؤامرات المحددة التي (دبرها) سليماني قد بلغت من التقدم مرحلة قد تسمح لهم بتنفيذها، لست أدري". وكانت وزارة الدفاع (بنتاجون) قد قالت في بيان مساء يوم الخميس، إن سليماني كان "ينشط في إعداد خطط" لمهاجمة دبلوماسيين وعسكريين أمريكيين في العراق وفي المنطقة، لكنها لم تستخدم كلمة "وشيكة". وقال بومبيو في مقابلات تليفزيونية صباح الجمعة، إن قتل سليماني أحبط "هجوما وشيكا" على أهداف أمريكية. من جهته، ذكر الجنرال مارك ميلي، رئيس الأركان الأمريكية المشتركة للصحفيين، أن المؤامرات التي خطط لها سليماني ربما تقع برغم مقتله. وقال مصدر آخر في الكونجرس مطلع على تقارير المخابرات الأمريكية بشأن التهديدات، إن الإفادات التي قدمها مسئولو المخابرات إلى الكونجرس ، تشير إلى أن المزاعم بأن الهجمات التي تدبرها إيران على أمريكيين في المنطقة كانت وشيكة هي "مبالغ فيها بشكل كبير".