قال خبراء تكنولوجيا المعلومات ، إن القطاع واعد اقتصاديًا، ومصر لديها القوة البشرية التي تعزز من تنافسيتها، كما أن الوقت والمناخ ملائمان للتحول نحو مجتمع تكنولوجي بسبب دعم جهات الدولة المختلفة نحو الرقمنة. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد قال إن مصر لديها فرصة كبيرة في مجال الرقمنة، وإستراتيجية للتحرك باندفاع في هذا الاتجاه ما سيحقق الجناح المنشود على كافة المستويات، موضحًا أن هذا المجال مستقبل الإنسانية. وأضاف خلال افتتاحه معرض القاهرة الدولي للاتصالات و تكنولوجيا المعلومات : "لدينا إصرار على التحرك في هذا المجال، وبقول إن مصر فيها فرصة وسوق كبيرة ليكم، ونتكلم في 100 مليون وبينموا". ومن جانبه، قال المهندس محمد سعيد، رئيس شعبة البرمجيات بالجمعية المصرية ل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "اتصال"، إن مجال تكنولوجيا المعلومات من المجالات الصاعدة بقوة الصاروخ خلال العقود الأخيرة، تحديدًا في مجالات بعينها مثل امتلاك الجميع لهواتف محمولة، وكذا تطبيقات المحمول، بجانب التحول الرقمي. وأضاف في تصريحات ل"بوابة الأهرام" أن هذا القطاع واعد اقتصاديًا، كما أن مصر تمتاز بميزة تنافسية كبيرة في ذلك القطاع وهي القوة البشرية ممثلة في زيادة عدد السكان منها نسبة كبيرة في مرحلة الشباب الذين لديهم اطلاع على العالم الخارجي، وبالتالي قدرتهم على الإنتاج في مجال تكنولوجيا المعلومات . أوضح "سعيد" أن المعرض يأتي في توقيت تتبنى الدولة فيه سياسة التحول الرقمي بكافة القطاعات، فالبنك المركزي المصري يرصد مبالغ كبرى للشمول المالي والتكنولوجيا المالية، وكذا تحول الحكومة تعاملاتها إلى الميكنة والمنظومة الإلكترونية، لتقديم جودة أفضل بتكلفة أقل، ومن ثم حياة أفضل للمواطن. أشار إلى أن المعرض يشهد تنوعًا من جانب العارضين، فالجهات الحكومية المختلفة تعرض حلولها الإلكترونية في الجناح الحكومي، مثل وزارات الدفاع والداخلية والمالية والعدل وكذا البنك المركزي، كما توجد شركات كبرى ومتعددة الجنسيات تشارك بالمعرض، وأيضًا يوجد عدد من الشركات الناشئة. ولفت إلى أن وزارة الاتصالات تحاول تنويع أنشطتها، حيث صدر منذ أيام قرار إنشاء المجلس القومي للذكاء الصناعي باعتباره أحد الفروع الفاعلة في مجال تكنولوجيا المعلومات ، وبالتالي سيعلب دورًا كبيرًا في تطبيقات الذكاء الصناعي. تابع: "تأهيل الكوادر، إحدى القضايا التي نشطت فيها وزارة الاتصالات، من خلال استخدام الأساليب التكنولوجية لتأهيلهم بالتعليم الإلكتروني عبر الإنترنت". طالب بضرورة أن تتبني الوزارة، التدريب المباشر في فصول تعليمة، لأنه يعد الأكثر فاعلية للمواطن، خاصة أن ثقافة العديد من الأفراد لم تستوعب التعليم الإلكتروني، مؤكدًا أن التدريب مكن أهم القضايا الراهنة، ويجب أن يكون على رأس أولويات وزارة الاتصالات، كما يجب أن تولي الوزارة اهتمامًا بالشركات المصرية أيضًا، للحفاظ على ريادة مصر بهذا القطاع والقدرة على قيادته عربيًا وإفريقيًا. من جانبه، أشاد الدكتور حمدي الليثي نائب رئيس غرفة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات ، باهتمام الدولة والقيادة السياسية بالجهود المبذولة للتحول نحو الرقمنة، مؤكدًا أن هناك جهودًا تبذل في هذا المجال. وأضاف في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" أن الوقت والمناخ مهيأن للتحول نحو مجتمع تكنولوجي بسبب دعم كل الجهات والهيئات لهذا التوجه، موضحًا أن مصر على بداية الطريق لتحول كل معاملاتنا التجارية والمالية لمجتمع رقمي، رغم التحديات التي تواجهنا لتحقيق هذا الهدف، لكن البدايات جيدة في ظل دعم الدولة لذلك، ومنها تعديلات تشريعية، كما أن قطاع تكنولوجيا المعلومات يمس عصب الحياة في مصر لارتباطه بكل القطاعات. ولفت إلي أن هناك عدة محاور يجب العمل عليها خلال الفترة المقبلة لتحقيق ذلك التحول منها، التعرف علي التكنولوجيا والتطورات الموجودة في كل دول العالم، ومحاولة توطين صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر، بما يسهم في دخول مصر في مرحلة تالية وهي مرحلة التطوير. ونوه بأن مصر في حاجة إلى بنية تحتية قوية تتحمل تطور حركة تدفق المعلومات، ربط تطوير الزراعة والصناعة ب تكنولوجيا المعلومات ، وضخ استثمارات اكبر في البنية التحتية، واستقرار تشريعي، بما يعزز فرص دخول استثمارات محلية أو أجنبية. وقال: "نحتاج الفترة المقبلة للتواجد بقوة في إفريقيا، خاصة أنها في احتياج شديد ل تكنولوجيا المعلومات ومصر مؤهلة لذلك". وتابع: "لكي نلحق بالثورة الرابعة علينا العمل بجهد كن خلال التدريب والتأهيل للشباب وربط المناهج التعليمية ومراجعة مناهج الهندسة و تكنولوجيا المعلومات في مصر، وإعداد برامج بتكاليف عالية لإعداد جيل من الكوادر يستطيع التعامل مع مستحدثات تكنولوجيا المعلومات . ولفت إلى أن مصر تمتلك ثروة شبابية مؤهلة ولديها أفكار تستطيع تحويلها إلى مشروعات وهذا يتطلب وجود آليات لتمويل هذه الأفكار، كما أن التحدي الأخير هو كيفية إجراء توعية إعلامية بأهمية تكنولوجيا المعلومات واستفادة الصناعة والاقتصاد المصري منها.