للمرة الخامسة علي التوالي، تحتفل منظمة الصحة العالمية في شهر نوفمبر من كل عام، ب اليوم العالمي للتوعية بمخاطر المضادات الحيوية ، حيث وضعت في 2015، خطة طموحة تستمر لعدة سنوات، تتضمن 5 أهداف استراتيجية لمقاومة المضادات الحيوية، والوقاية من الأمراض المعدية بطرق آمنة. جاءت الأهداف التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية خلال عام 2015، كالتالي: زيادة الوعي بظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز الترصد والبحث، وتخفيض معدلات الإصابة بعدوى الالتهابات، واستعمال الأدوية المضادة للميكروبات على الوجه الأمثل، وضمان استدامة الاستثمار في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. بعد زيادة مخاطر المضادات الحيوية، يتوجه العالم حاليا نحو الاستغناء عنها بعد العمليات الجراحية، والاكتفاء باستخدام مضادات الالتهاب، وأدوية تقوية المناعة، إلا في الضرورة القصوى، بخاصة أن الإفراط في تناولها بعشوائية يمكن أن يقضي على ما يحتويه جسم الإنسان من بكتيريا نافعة، مما يعرض الإنسان لأمراض مستجدة أكثر ضررا. والاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يؤدي إلى زيادة مناعة البكتيريا، حيث إن كل بكتيريا لها المضاد الحيوي القادر على قتلها، وأن الإفراط في استخدامها يضعف مناعة الجسم، التي تقوى وتنشط بالاعتماد على نفسها في مقاومة الأمراض، لذا يجب عدم الاقتراب منها إلا عن طريق الطبيب الذي يختار المضاد الحيوي والتوقيت المناسب ويحدد الجرعة المطلوبة. وعلى الرغم من أن المضادات الحيوية تعتبر عموماً آمنة، فقد ارتبطت بسلسلة واسعة من الآثار الضارة، منها الإصابة بحساسية كبرى مثل التهاب الجلد الضوئي، والتسبب في الإسهال الذي يعد أكثر الآثار الجانبية شيوعاً. وكشف الإصدار الأول لمنظمة الصحة العالمية، الذي رصد مقاومة المضادات الحيوية عن طريق نظام " glass"، ارتفاع معدلات مقاومتها في عدد من الالتهابات البكتيرية الخطيرة بالبلدان المرتفعة الدخل وتلك المنخفضة الدخل على حد سواء، مما تسبب في إصابة قرابة نصف مليون شخص بالتهابات بكتيرية في 22 بلدا. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن من أشيع أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات المُبلّغ عنها، الإشريكية القولونية، والكيليبيسلا الرئوية، والمكورات العنقودية الذهبية، والعقدية الرئوية، تليها السالمونيلا، ولا يتضمن نظام GLASS بيانات عن مقاومة المتفطّرة السلّية (المسبّبة لداء السل)، لأن المنظمة تواظب على تتبّعها منذ عام 1994 وتقدّم عنها سنوياً معلومات مُحدّثة في تقريرها العالمي عن السل. وأضافت أن نسبة مقاومة البكتيريا، لمضاد واحد على سبيل المثال يعد الأكثر استخداما بين المرضى الذين يُشتبه في إصابتهم بالتهابات في مجرى الدم، تراوحت في مختلف البلدان، بين صفر إلى 82%، فيما تراوحت معدلات مقاومة البنسلين، وهو الدواء المستخدم منذ عقود من الزمن لعلاج الالتهاب الرئوي بجميع أنحاء العالم، بين صفر و51%. أما معدلات مقاومة التهابات المسالك البولية الناجمة عن الإشريكية القولونية للسيبروفلوكساسين، وهو مضاد حيوي يشيع استخدامه لعلاج هذه الحالة الصحية، فقد تراوحت بين 8% و65%. لذا وصف الدكتور مارك سبرينغر مدير أمانة مقاومة مضادات الميكروبات بمنظمة الصحة العالمية، ب"الخطير في أرجاء العالم أجمع"، بخاصة أن بعض الالتهابات الأكثر شيوعاً، وخطورة أيضا في العالم، باتت تثبت قدرتها على مقاومة الأدوية، وذلك هو السبب الذي يقف وراء تشجيع المنظمة لجميع البلدان على إنشاء نظم ترصّد جيدة للكشف عن مقاومة الأدوية، وقادرة على تزويد هذا النظام العالمي بالبيانات.