بالرغم من أن عدد أصناف المقرمشات المتداولة فى السوق المصرية لا يتعدى ال 200 صنف، إلا أن قيمة استهلاك المصريين منها قد تتخطى ال 5 مليارات جنيه. والمقرمشات بشكل عام صناعة موجهة بالأساس للاستهلاك المحلى..هكذا يقول طارق توفيق رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، موضحًا أن ذلك يعود لتكلفة تصديرها العالية. وكانت دراسة أعدت فى مطلع 2010 قد أظهرت أن حجم استهلاك المصريين من المقرمشات مثل الشيبسي والكاراتية والفيشار يصل إلى 5 مليارات جنيه سنويا، بينما يبلغ حجم سوق المقرمشات العالمية 270 مليار دولار. ويقول علاء حسب الله عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للصناعات الغذائية الذى قام بإعداد الدراسة " من الصعب حصر عدد شركات المقرمشات فى مصر لأن هناك عددا كبيرا من المصانع تعمل تحت بير السلم، خاصة فى القرى والمحافظات كالبحيرة والمنوفية، ووجدت هناك أنواع من المقرمشات لم تسمع عنها القاهرة أو الإسكندرية. ولكن مصطفى البيسي، مدير مبيعات القاهرة الكبرى بشركة الجوهرة للصناعات الدولية، يشير إلى وجود 6 شركات رئيسية تعمل فى مجال المقرمشات، وهي شركات، بيبسيكو العالمية، أمريكانا للأغذية، سنيوريتا للصناعات الغذائية، الجوهرة للصناعات الدولية، كرسبي للصناعات الغذائية وشركة آيس مان للصناعات الغذائية، قائلا " شركة بيبسيكو تستحوذ على 76% من سوق االبطاطس الشيبسي فى مصر، بينما تستحوذ الشركات الأخرى على الباقي " . ويشير البيسى إلى أن المقرمشات تحولت إلى استهلاك أساسي بعد أن كانت مجرد سلعة ترفيهية، وهو ما أثر بشكل إيجابي فى تحويل السوق. " سوق المقرمشات كانت مرتبطة بفصل الشتاء الذى يزداد فيه الإقبال على السلع وتزداد المبيعات، لكن نتيجة تغير السلوك الاستهلاكي ارتفع منحنى السوق فى الصيف، ولم يعد هناك موسمًا لرواج السوق، بل أصبح العام بأكمله بمثابة موسم لسوق الشيبسي والمقرمشات" . وقد تم تسجيل أرقام الاستهلاك المرتفعة رغم أن العديد من الدراسات المتخصصة فى الكيمياء الحيوية والتغذية كشفت عن أن ال "الأكريلاميد" التى تنتج عن قلي البطاطس لها تأثير سلبي على وزن الجسم والأوزان النوعية لكل من الكبد والكلى والقلب والطحال والمخ. و تقول د. هدى سلامة أستاذ التغذية بكلية اللاقتصاد المنزلي جامعة حلوان " هناك جزءان، جزء خاص بالنكهات والثاني خاص بالقلي والتحمير، وأغلب أنواع الشيبسي والكاراتيه تستخدم مواد حافظة ونكهات، وهنا تكمن الخطورة، ونحن قمنا فى قسم التغذية بعمل دراسة على ثلاث نكهات تستخدم فى البطاطس الشيبسي وهي الكباب والفراخ والطماطم واستخدمنا فئران التجارب للدراسة " وأعطيناهم تلك النكهات بنسب معينة لمعرفة تأثيرها على كل أعضاء الجسم ووظائف الكبد والجهاز العصبي ومعدل التلوث الميكروبي الناتج عنها "، وتتابع "وكانت النتيجة باختبار الدم أن تلك النكهات أدت إلى زيادة وزن الكبد زيادة معنوية، وهذا يعني وجود خلل فى أنزيمات الكبد، ثانيا البروتينات فى الدم زادت أى أن التتمثيل الغذائي تأثر، واكتشفنا زيادة فى اليوريا أى أن الكلى تأثرت، والدهون فى الدم ارتفعت خاصة الكوليسترول وهو بعبع العصر؛ لأن هناك أنواعا أخرى من الدهون، فالدهون الضارة زادت مقارنة بالدهون النافعة، كما أن الجهاز العصبي عندما قمنا بقياسة عن طريق مادة الإثيلكولين الموجودة بالمخ وجدناه زاد زيادة معنوية هو الآخ ". وتؤكد د. سلامة أن تخزين الشيبسى المحتوي على النكهات يتأثر ويكون بيئة خصبة للميكروبات فى حال التخزين الخاطئ أو لفترة كبيرة. وبالنسبة لقلي البطاطس الشيبسي تقول د. سلامة " إذا لم يتبع أسلوب سليم فى القلي فهنا منتهى الخطورة، فعند استخدام المادة الدهنية التى يتم فيها تحمير البطاطس أكثر من مرة يحدث تحلل للدهون، وعند القلي فيها مرة أخرى تتكون مركبات ضارة وعندما يتناولها الإنسان تكون مقدمات للسرطان.. ولكن البيسي يؤكد أن الأمان المتوافر فى تلك المنتجات هو ما أدى إلى تغيير السلوك الاستهلاكي وزيادة الإقبال عليها، قائلا " الناس حاليا تفضل الشيبسي الموجود فى السوق وتصنع منه ساندوتشات بدلا من البطاطس العادية التى يتم قليها فى المنزل، وهذا بسبب التلوث الموجود فى المجتمع وعدم أمان الزيوت التى تستخدم فى القلي فى المنزل "، نافيا أن يكون هناك ضرر فى استخدام البطاطس والمقرمشات المغلفة فى الأسواق "مركز البحوث المصري أكد أن المقرمشات لا تسبب السرطان كما أشيع عنها من قبل، كان زمان ممكن ترفع الكوليسترول، لكن بقالنا سنوات بنشتغل بزيوت النخيل وهى آمنة 100% ولاتسبب الكوليسترول"، مضيفا "وبالنسبة للنكهات المستعملة، كلها نكهات طبيعية ولاتسبب أى ضرر".