تمكن فريق بحثي بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة المنوفية من إنتاج صبغات ميكروبية جديدة ذات ألوان مختلفة, من تنمية بعض الأجناس الميكروبية علي الزيوت الغذائية. التالفة وغير الصالحة للإستهلاك الآدمي الناتجة عن عمليات القلي الغزيز التي تستخدم علي نطاق واسع بداخل مصانع البطاطس الشيبسي والمقرمشات والأغذية السريعة وغيرها. و تقدر كمية الزيوت الغذائية التي تستخدم عالميا في عمليات قلي الأغذية في مختلف أنحاء العالم بحوالي20 مليون طن زيت سنويا, يمثل الكمية المستخدمة في عمليات قلي الأغذية بالمصانع الجزء الأكبر منها, وإضافة إلي ما تحدثه تلك االزيوت المتخلفة عن تلك المصانع من تأثيرات صحية ضارة للإنسان, فإنه عادة ما يتم تصريف( إلقاء) تلك النوعية من الزيوت المتخلفة عن الصناعات الغذائية في البيئة بكميات كبيرة سنويا دون سابق معاملتها كمخلفات, مما يولد تأثيرات سالبة علي البيئة من نواحي متعددة منها تكوين طبقات عازلة علي سطح البيئة المائية, ومنع وصول الأكسجين إلي طبقات الماء العميقة مما يستتبعه حدوث إختناقات وموت للأسماك والكائنات البحرية الهامة وغيرها. ووفقا للدكتور الدكتور يوسف عبد العزيز الحسانين أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية بدأت محاولات عديدة في عام2004 علي يد فريق بحثي بجامعة المنوفية يضم العديد من التخصصات العلمية المختلفة الكيمياء والتغذية والميكروبيولوجي والتكنولوجيا الحيوية والملابس والنسيج وغيرها. وخلال هذه السنوات تم عمل تكنولوجيات بسيطة وعالية الدقة لتنقية زيوت القلي من المركبات السامة والمحدثة للسرطان وذات الأثر البيئي الضار, وكان من أبرزها معاملة تلك الزيوت بالطرق البكتيرلوجية( الإزالة الحيوية للمركبات السامة بإستخدام العديد من أجناس البكتريا والفطر) والتي أمكن من خلالها التخلص من المركبات الكيميائية السامة الموجودة بالزيوت عن طريق تغذية تلك الأجناس البكتيرية علي تلك المخلفات السامة وإستخدامها كمصدر للطاقة بداخل أجسادها, كما إستطاعت تلك الكائنات من تكوين وإفراز العديد من الصبغات الطبيعية ذات الألوان المختلفة وبتركيزات مرتفعة في بيئة النمو المحيطة بها, كما تم بنجاح استخدام تلك الصبغات في العديد من التطبيقات الصناعية المهمة والتي من أهمها صباغة الملابس, وأظهرت تلك الصبغات درجة عالية من الثبات علي الخامات النسجية المختلفة وكذلك مقاومة كبيرة لعمليات الغسيل والكي. وأشار أننا علي بداية عقد بعض الاتفاقيات مع شركات القطاع الخاص لإنجاز بعض الوحدات التجريبية الصناعية لتطبيق هذا الإنجاز العلمي, خاصة بعد أن أكدت الأبحاث العلمية العديدة تواجد الكثير من المركبات السامة والمسرطنة وذات القدرة علي احداث الطفرات الوراثية في صبغات الملابس المتداولة بالأسواق المحلية, وما يستتبعة من زيادة فرص تلوث البيئة المائية والأرضية بتلك المركبات نتيجة لصرف مياة الغسيل بها, كما قد تكون إحدي أسباب الإصابة بالسرطان وأمراض الجلد.