قال أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، إن السبب الأقوي في ظهور الشائعات بشكل واضح في المجتمع المصري هو ضعف الثقة وغياب اليقين والدقة في الكثير من المعلومات الصادرة عن الجهات الرسمية والمتخصصة، فضلا عن التأخير في الإعلان عن المعلومات الحقيقية وهو ما يعطي الفرصة وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام المشبوهة التي تسعى لهدم الدولة في أن تطلق عددا من الشائعات بهدف إحداث حالة من البلبلة في الشارع المصري وإحداث شرخ في العلاقة بين الحكومة والمواطنين. وأكد نصري، في بيان له، أن توصيات مؤتمرات الشباب ساهمت بشكل كبير في القضاء على الوعي الزائف، موضحا أن صناعة الوعي الزائف تعتمد على محورين هامين الأول هو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث عدد كبير من المعلومات المغلوطة سواء كانت فيديوهات أو صور أو أخبار مفبركة يتم عرضها بشكل متكرر لتترسخ في ذهن المتلقي من خلال اللجان الإلكترونية والتي هدفها في الأساس أحداث حالة من البلبلة خاصة في الأحداث التي لها علاقة بالأحداث اليومية أو العمليات الإرهابية، والهدف هو صناعة وعي زائف لإحداث وقيعة وحالة من الغضب والانقسام بين القيادة السياسية والمواطن المحور الثاني هو الإعلام والصحافة. وأوضح البيان أن الإعلام الخاص يعتمد بشكل كبير على التركيز على مواضيع ليست ذو أهمية وأيضا العدد الكبير من المواقع الإلكترونية والتي تعتمد على التركيز على موضوعات سطحية بهدف تحقيق مكاسب مادية من خلال الإعلانات دون النظر إلي خطورة هذا النوع من الإعلام في إضعاف من ثقافة المشاهد ويجعله فريسة سهلة للسيطرة عليه فكريا وثقافيا بشكل خاطئ. وأضاف البيان أن الإرهاب يتنامي في المنطقة لأن هناك من يستخدم الجماعات الإرهابية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية مستغلين الجهل والفقر والبطالة والخطاب الديني المتشدد لتجنيد شباب مختطف فكريا يستخدم كوقود للعمليات الإرهابية في دول المنطقة تتم بإسم الدين وهو ما يتطلب تقديم حلول خارج الصندوق لهذه القضية وليس فقط الحل الأمني والذي يعتبر حل في المرحلة الأخيرة من خلال معالجات أمنية على المدي القصير بل الأمر يحتاج إلي العمل بشكل مكثف على تغيير الخطاب الديني المتشدد وإعادة النظرفي المناهج التعليمية وتنقيتها من كل مواد تحد على استخدام العنف، لافتا إلى أنه من هنا يأتي دور منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع الحكومة في النزول على الآرض والذهاب إلى الأماكن الأكثر فقرا والأكثر احتياجا لأنها ببساطة البيئية المناسبة لصناعة إرهابيين وهنا يكمن الدور في تنظيم دورة تثقيف وتوعية لهولاء الشباب والتعريف بمعني وأهمية العيش المشترك ونبذ العنف. وأشار البيان إلى نجاح الدولة المصرية في مكافحة الإرهاب على المستوي الداخلي من خلال قدرة الأجهزة الأمنية على القضاء على الجماعات الإرهابية المدعومة من دول لها خلافات سياسية مع الدولة المصرية وعلى المستوي الإقليمي، حيث أن مصر قدمت مجهودات مهمة جدا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الأرهاب وبسبب هذا الدور حصلت مصر على إشادة من دول الإتحاد الأوروبي لما تمثله من خطورة على الأمن القومي لدول الإتحاد الأوروبي لكن مازال هناك تقاعس واضح من المجتمع الدولي في تقديم الدعم المختلف للدولة المصرية في معركتها مع الإرهاب وأيضا المنظمات الحقوقية الدولية والتي لا تتحدث عن هذا الدور ولا تذكر ضحايا الإرهاب في التقرير الصادرة عن أوضاع حقوق الإنسان وهو ما يعتبر تسييس واضح لملف حقوق الإنسان.