يتغير العالم بسرعة تفوق العقل خاصة مع الثورة الصناعية الرابعة وأصبح يلازم كلمة تطوير التعليم عبارة "تأثير المنظومة على المجتمع" من خلال التعرف على نوعية الخريجين والقدرات والمهارات التى اكتسبوها والتخصص الدقيق ويضاف إليها حالة التطوير التكنولوجى الذى بات عاملا مؤثرا فى تكوين شخصية ومهارة الخريج من الناحية العملية والممارسة الوظيفية والقدرة على الدخول إلى عالم المعرفة والابتكار. يرتبط هذا كله على منظومة متكاملة للتعليم بشكل عام حيث قد تنسجم مخرجات المرحلة المدرسية والتى هى فى نفس الوقت مدخلات المرحلة الجامعية مع سياسات التعليم العالى أو لا تنسجم وقد تفتقد إلى الكثير من المعرفة والمهارة فتتراجع أنظمة تدريس المناهج والمقررات وتدريب الطلاب بشكل عام ويخسر السوق أيضا بالتالى أحد متطلبات الأساسية خريج يواكب العصر والتكنولوجيا الحديثة. فى الاجتماع السنوى الذى يعقد بالعاصمة اللندنية لبريطانيا ويتم من خلاله التعرف على المقومات والمعايير والبرامج الدراسية الحديثة وفتح باب المناقشات حول عدد من عناصر منظومة التعليم العالى والبحث العلمى وعوامل النجاح ونظم منح الشهادات خاصة الشهادات المزدوجة والدولية وتدريب الطلاب، جاءت المناقشات هذا العام حول ضرورة تمتع الطلاب بالتكنولوجيا الحديثة بمعنى استخدام التكنولوجيا فى التعليم وليس تطويع التعليم للتكنولوجيا وإدخال برامج جديدة فى تخصصات المجتمع فى حاجة ماسة لها كذلك مشكلة التمريض فى المستشفيات والدور الأساسى لها وقلة الإقبال بالكليات الجامعية لدراسة التمريض ومنح الشهادات المزدوجة والدولية. انتفض معظم الحاضرون وتحدثوا بشكل أكبر عن أزمة التمريض فى التعليم المصرى وتبارى المتحدثون فى الثناء على هذه المهنة خاصة عندما تساءل عدد من المسئولين والأساتذة والخبراء البريطانيين عن معوقات النهوض بهذه المهنة داخل المستشفيات المصرية وأزمة القبول بالجامعات، فقال الدكتور مجدى يعقوب العالم والطبيب المصرى العالمى: "حان الوقت أن يدرك المجتمع أهمية ونبل هذه المهنة وتغيير الثقافة القديمة التى شوها البعض بدون إدراك لما يفعله وأصبح لزاما عليه أن يدرك مدى ارتفاع نسبة نجاح العمليات الجراحية والعلاج الذى يحدده الطبيب على الممرض أو الممرضة خاصة مع تقدم العلم وسرعة استخدام التكنولوجيا." وأوضح الدكتور مصطفى السيد الطبيب والعالم المصرى الكبير: "العلم لا يتوقف عند تطوير الأطباء ومهنتهم وتترك المؤسسات الطبية تطوير مهنة التمريض ولا تتزامن مع تطوير مهنة الطب حتى لا يحدث خللا يذهب بسمعة وأسم المؤسسات والحالة الطبية للمرضى لذك أصبح من الضرورى أن ينتبه المجتمع إلى ملائكة الرحمة بعين العقل والدفاع عنهم لاكتمال صورة ومنظومة العلاج الطبى."، وأكد أن تجاربه العلمية لعلاج السرطان وغيرها لم تكن بعيدة عن استخدام التكنولوجيا الحديثة وعالم النانو الذى يسيطر على برامج العلوم الحديثة خاصة فى مجال الطب. وتحدث عمرو موسى السياسى الكبير وصاحب الخبرات الكبيرة قائلا: إن تطوير التعليم بأهمية كبرى لقدرته على تغيير المسارات والقناعات الخاطئة لدى البعض فى ظل عالم متغير كل يوم فى شأن جديد من التقدم العلمى والتكنولوجى. وشدد الدكتور مصطفى الفقى المفكر والدبلوماسى الشهير ورئيس مجلس إدارة مكتبة الإسكندرية على ضرورة الاستفادة من التجربة الرائدة للقوات المسلحة فى علاج مشكلة التمريض حيث وضعتها من الأهمية الكبرى وقضت على النظرة الخاطئة لها وأصبحت تمتلك أفضل منظومة طبية موضحا أن مصر لديها أطباء على مستوى متقدم وكفاءات عالية. وأشار الدكتور أسامة الباز العالم المصرى إلى التطور المتلاحق الذى يحدث فى مصر حاليا وضرورة استفادة المجتمع والمشاركة فى تغيير العادات والثقافات الخاطئة حتى ينطلق إلى الأمام وضرورة اكتمال عناصر كل منظومة لتحقيق نجاح ننتظره جميعا يدفع البلاد إلى الأمام والتقدم. حوار "مصرى بريطانى" حول أزمة التمريض في التعليم