ننشر النص الكامل لكلمة وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، خلال حفل تخرج دفعة جديدة في طلبة أكاديمية الشرطة الذي جرت فعالياته صباح اليوم السبت، بمقر الأكاديمية، وحضره الرئيس عبد الفتاح السيسي. وجاءت نص الكلمة كالتالي: "بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) صدق الله العظيم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى .. رئيس الجمهورية بأسمَّى معانى وعبارات الترحيب.. يُسعدنى وهيئة الشرطة.. تشريف سيادتكم والحضور الكريم، لنشهد لحظات غالية فى حياة نخبة من صفوة شباب هذا الوطن، بعد أن اجتهدوا وثابروا طوال فترة دراستهم، تلك اللحظات التي يبدأون فيها أولى خطواتهم العملية. - ويعكس هذا المشهد المتميز الذى يذخر بالمهارات والقدرات التدريبية، منهج وزارة الداخلية فى التسلح بأحدث الوسائل التكنولوجية، وإدراكها الواعي بأن التعليم والتدريب هما السبيل للارتقاء بالأداء، وتنمية القدرات لتنفيذ المهام والتكليفات ومواجهة التحديات. - ولقد اعتمدت منظومة التدريب الأمني بالوزارة، على تطوير مفهوم التخصص الوظيفي، وفقاً لمعايير موضوعية ومحددة، تتسق مع المواصفات القياسية، التى تتناسب مع عظم ومتطلبات الرسالة الأمنية. السيد الرئيس .. السادة الحضور - لقد كان عطاء الشرطة وسيظل بعون الله متصلاً بمسيرة العمل الوطني، وإذا كان المستقبل يفرض علينا العمل الجاد لمواجهة احتمالاته، فإننا ندرك أنه لا مجال لتبديد الجهد والطاقة، بل يجب الاستفادة من الدعم الذي تقدمه الدولة لهيئة الشرطة، للاستمرار في إنجاز برامج التطوير والتحديث، في شتى مجالات العمل الأمني. - ومن هذا المنطلق حرصت الوزارة على الأخذ، بأحدث آليات وتقنيات العصر، لتأسيس منظومة أمنية متطورة، تكاملت فيها مقومات البنية التحتية، وتطوير المنشآت الشرطية، وترسيخ الالتزام بالقانون، وتحقيق المزيد من التلاحم مع المواطنين، والحرص على تحديث مظاهر التواجد الشرطي الفعال بالشارع المصري، وتيسير الخدمات الأمنية الجماهيرية، وتكريس الدور المجتمعي للشرطة، مع الارتقاء بكفاءة العنصر البشرى. - وهكذا مثلت المنظومة الأمنية المصرية كعهدها، رصيدًا أمنيًا لكافة الأجهزة الشرطية بالدول الصديقة والشقيقة، على كافة المستويات الدولية والإقليمية. السيدات والسادة .. الجمع الكريم - يواصل رجال الشرطة العمل ليل نهار، ويبذلون كل التضحيات، في التصدي لمحاولات النيل من مسيرتنا الوطنية، متسلحين بقوة القانون، عقيدتهم الراسخة، أنه لا بقاء لمفسد على أرض مصر، وأن الموت في سبيل الوطن حياة، يقفون إلى جانب رفقاء الدرب بقواتنا المسلحة الباسلة فى خندق واحد، لمواجهة مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة. - ويحرص أبناؤكم في جهاز الشرطة، على المواجهة الحاسمة للمؤامرات والدسائس، ويمضون باليقظة والحزم لإجهاض المحاولات التي لا تنتهي، لزرع الفتن ونشر الشائعات. - تلك المحاولات التي تهدف إلى زعزعة استقرار هذا الوطن، وتحظى بدعم خارجي تقف وراءه أجهزة .. ودول .. ومنظمات، تعتمد فى تنفيذ مخططاتها الإجرامية، على توظيف عناصر فاسدة داخل البلاد، نقف لهم بالمرصاد، لتعلو مصر دائمًا فوق معاول الهدم الإرهابية. السادة الحضور - أتوجه بتحية تقدير وامتنان، إلى قواتنا المسلحة الباسلة، الذين يواصلون الجهد والعطاء فى ميادين الفداء والبناء. - وبكل التقدير أتوجه لأرواح شهدائنا الأبرار، ولأبنائنا مصابي الواجب، الذين سطروا بتضحياتهم أروع البطولات، والذين لولا دماؤهم الطاهرة التى سالت على أرض الوطن، لما كان هذا الاستقرار والأمن الذي يظلل مسيرتنا الوطنية. - واليوم ونحن نشهد، ونبارك أولى خطوات الخريجين وهم أشداء العزم، حريصون على العطاء، نسترجع بهم خطوات أجيال سبقتهم على طريق الفداء، ونرى في وجوههم إنجازات الحاضر ومعطياته، ونرصد في شعاع بصيرتهم آمال الغد بتحدياته وتطلعاته، يسعدني أن أَتقدمَ بالتهنئةِ لأسرِهم، الذينَّ طالما دعمَوا مسيرتهُمْ، وباتَوا ينتظرونَ يومَ تخرجهُمْ . أبنائي الخريجي : - إنني على يقين أنكم تؤمنون بأن واجبكم المقدس هو حماية هذا الوطن، والتفاني في الحفاظ على مقدراته، وإنجازات شعبه العظيم، وأنكم التحقتم بهذا المعهد العريق لتتحملوا رسالة الأمن. - نفتخر بكم كرجال من صنيع اليوم، سوف ترسخون بإخلاصكم وعطاءكم، حصنًا منيعًا في مستقبل أمن مصر وأمان مواطنيها، كما ترك من سبقكم بطولات في مجد الأمس. - احرصوا على الإخلاص في تنفيذ عهدكم، واعلموا أنكم الآن تمثلون ركائز لمستقبل وطنكم، فاعملوا على الارتقاء بقدراتكم، واجعلوا من أدائكم عنوانًا لقيم الانضباط والوفاء.. وقدوةً لشبابٍ أمَتكُمْ. السيد الرئيس: - لقد استطعتم بفضل الله، وبإصرار الشعب وإرادته واصطفافه خلف قيادتكم الحكيمة، العبور بمسيرة الوطن وبرنامجه الطموح للإصلاح الاقتصادى، وتحقيق نتائج أبهرت العالم وحازت على تقديره واحترامه . - ووسط تحديات دولية بالغة الصعوبة، ومحيط إقليمي شديد الاضطراب لا تخفى مخاطره، شهد العالم على مدى ما تتمتع به مصر من استقرار أمني، ساهم في نجاح تنظيم المؤتمرات والبطولات الدولية والإقليمية، التي رسخت الوجه الحضاري لمصر الكنانة ومكانتها بين الأمم. - حفظ الله مصر وطنًا عزيزًا أبيًا، وحفظكم سيادة الرئيس رمزًا رفيعًا.. وقائدًا وفيًا، تدافع عن قيم الحق والرفعة والولاء، وتدعو للسلام والازدهار والنماء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".