شكل فوز الدكتور محمد مرسي، مرشح حرب الحرية والعدالة، تحولًا لنظام الحكم في مصر فستشهد الساعات القادمة، تسليم السلطة لأول رئيس مدني منتخب عقب حكم عسكري دام قرابة 60 عاماً يحكم مصر، وتوالي على مقعد الرئيس خلال تلك الفترة 4 رؤساء عسكريين، لكن اليوم تبدأ دولة أساتذة الجامعات، فالدكتور قام بتدريس الهندسة بالعديد من جامعات بمصر وخارجها. فبدأت الجمهورية العسكرية بمصر عندما تولي اللواء أركان حرب محمد نجيب رئاسة مصر، وكان أول حاكم مصري يحكم مصر حكماً "جمهورياً" بعد أن كان "ملكياً" بعد قيادته ثورة 23 يوليو الذي انتهت بعزل الملك فاروق. ولم يستمر نجيب في الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية (يونيه 1953 - نوفمبر 1954)، حتى عزله مجلس قيادة الثورة ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعيداً عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة. ثم خلفه ثاني عسكري لرئاسة مصر، وهو جمال عبد الناصر أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، الذي تولى السلطة من سنة 1954، بعد الرئيس محمد نجيب إلى وفاته سنة 1970. بعد وفاة جمال عبد الناصر، كان محمد أنور السادات نائباً للرئيس وبعد ذلك أصبح رئيساً للجمهورية، وبذلك يعد السادات هو ثالث عسكري رئيساً لجمهورية مصر العربية في الفترة من 28 سبتمبر 1970 حتى 6 أكتوبر 1981 حيث تم اغتياله في عرض عسكري بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر. واستمر كرسي الرئيس المصري من نصيب العسكر للمرة الرابعة، حيث تولى الرئيس السابق محمد حسني مبارك رئاسة مصر خلفاً للسادات، فكان مبارك نائباً له قبل اغتيال السادات. بذلك تربع مبارك على كرسي الرئاسة رابع رئيس لجمهورية مصر العربية من 14 أكتوبر 1981، حتى أجبر على التنحي في 11 فبراير 2011. بذلك حكم جمهورية مصر العربية، 4 رؤساء عسكريين قرابة ال 60 عاماً، إلي أن أطاحت ثورة 25 يناير بنظام مبارك، وطالبت برئيس مدني لحكم مصر بدلاً من العسكر، واستمرت الهتافات عقب ثورة يناير تتعالى رافضة لحكم العسكر "يسقط يسقط حكم العسكر". وبذلك أصبح اليوم 24 يونيو هو يوم فارق في تاريخ حكم مصر، فأول مرة يجلس علي كرسي الرئاسة رئيس مدني منتخب من قبل الشعب، وهو الدكتور محمد مرسي، وذلك عقب إعلان لجنة الانتخابات الرئاسية اليوم فوزه بنسبة 52 % على الفريق أحمد شفيق الذي حصل على نسبة 48 %. الدكتور مرسي تفوق في مراحل التعليم في مدارس محافظة الشرقية، ثم انتقل للقاهرة للدراسة الجامعية حيث حصل على بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبعدها ماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة 1978، ثم خدم بالجيش المصري فى الفترة بين عامي 1975 و1976 كجندي بسلاح الحرب الكيماوية بالفرقة الثانية مشاة. وعمل الدكتور محمد مرسي معيدا ومدرسا مساعدا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأستاذا مساعدا بجامعة جنوب كاليفورنيا، ونورث ردج في الولاياتالمتحدة بين عامي 1982 و1985، كما عمل أستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة (جامعة الزقازيق) من عام 1985 وحتى عام 2010. كما قام بالتدريس في جامعات لوس أنجلوس، والقاهرة، والزقازيق، والفاتح في ليبيا، وله عشرات الأبحاث في معالجة أسطح المعادن.