تواصلت العاصفة التي ضربت الشرق الأوسط، مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح عاتية، أدت إلى وقوع عدة حوادث منذ السبت بعد شهر من الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة. فقد حل فصل الشتاء عنيفا على المنطقة وتجلى في رياح فاقت سرعتها 100 كم في الساعة وأمواج بارتفاع 10 أمتار وسحب من الرمال في الداخل وتدن كبير في درجات الحرارة وأمطار غزيرة وحتى أعاصير وتساقط ثلوج. وقد انهار معمل للنسيج مكون من ستة طوابق في الإسكندرية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عمال وإصابة خمسة بجروح خطيرة على ما أعلن مسئول في الأجهزة الأمنية مرجعا أسباب الحادث إلى "سوء الطقس والأمطار الغزيرة" التي "أضعفت الأساسات". وانشغلت فرق الإنقاذ في البحث بين الأنقاض عن عمال آخرين إذ يعتقد أن 30 عاملا كانوا يعملون عند انهيار المبنى. وقتلت السبت امرأة في مدينة طرابلس بشمال لبنان عند سقوط شجرة نخيل اقتلعتها الرياح على سيارتها. وغرقت سفينة شحن مولدافية الأحد على بعد 15 كم قبالة مرفأ أشدود الإسرائيلي. وتم نقل أفراد طاقمها ال11 إلى سفينة شحن أخرى. ولم يعرف ما إذا كانت السفينة المولدافية تنقل حمولة قد أصيبت بضرر أم لا. بينما واجهت سفينة الشحن الإيطالية "جولي امارنتو" التابعة لشركة "ايناسيو ميسينا" صعوبات قبالة سواحل مرسى مطروح (شمال غرب مصر) على ما أفاد مصدر دبلوماسي ايطالي. وفي لبنان أجبرت الأمواج والعواصف السلطات على إغلاق الطرق الساحلية والمرافىء. وتعرضت مراكب الصيد للتدمير، وتم إجلاء السكان من بعض المنازل. وغطت الثلوج للمرة الاولى هذا العام الجبال اللبنانية (مما طمأن هواة التزلج على الجليد) واستاء السائقون من الطرق الجليدية التي شهدت زحاما صباح الأحد. وهطلت الثلوج والأمطار بغزارة في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل فيما ضربت عاصفة ثلجية دمشق في بلاد تعاني الجفاف منذ أربع سنوات. وفي الأردن الذي شهد عواصف رملية، توقعت الأرصاد الجوية أمطارا غزيرة مساء الأحد فيما تخشى السلطات حدوث فيضانات. وغطت غمامة ضخمة من الغبار والرمال القاهرة، مما أجبر مطار العاصمة على اتخاذ إجراءات طارئة بسبب انخفاض الرؤية إلى مسافة 300 متر. وأقفلت ثمانية مرافىء مصرية على البحر الأحمر إضافة إلى مرفأي الإسكندرية والدخيلة على المتوسط الأحد لليوم الثاني على التوالي. وأرجىء دخول 26 سفينة إلى قناة السويس آتية من البحر المتوسط، و29 أخرى آتية من البحر الأحمر ما اضطرها إلى التأخر ثلاث ساعات للدخول إلى القناة. وأدت الأحوال الجوية في بقية أنحاء المنطقة إلى انقطاع في الكهرباء، واقتلاع أشجار وتحطيم إشارات المرور. وأفادت مصلحة الأرصاد الجوية المصرية أن الطقس السيء سيستمر حتى يوم الاثنين.