من محافظة كفر الشيخ، جاء محمد عطيان، العجوز الذى حمل لقب أبو الثوار بميدان التحرير، حيث يجلس فيه منذ اندلاع ثورة 25 يناير، من عام ونصف العام تقريبا. ظل عطيان مقيما بالميدان برغم شدة حرارة الشمس يرتدى عباءته السوداء وعمامته الضخمة، ليلتف حولة شباب الثورة، وفى كلمات حميمة، يعاتبهم قائلا: "ليه سبتونى لوحدى بالميدان.. كنت عارف إنكم راجعين". لما اقتربت منه قليلا وسألته: متى جئت للميدان؟ رد قائلا: "أبو الثوار جئت لما الثورة اللى كنت بحلم بيها بدأت". سألته أيضا: لماذا عدت؟، قال: "لم أترك الميدان أصلا عشان اللى زيك واللى إنتي دايسة عليه بجزمتك" فى إشارة إلى تراب مصر. كان العجوز أبو الثوار الذى ولد سنة 1950، فلاحا بسيطا بإحدى قرى كفرالشيخ، لا يعلم عن السياسة سوى أنه عاش وشعر بالظلم طيلة عمره الماضى، وكان يأمل دائما فى قدرة المصريين على الثأر من الظالمين، فالشعب الذى شن الحروب ضد الاستعمار الإسرائيلى وقبله الإنجليزى والفرنسى قادرا على قيادة الثورة والوصول إلى الحرية الكاملة. ومن وجهة نظرة البسيطة، وضع أبوالثوار، قانون العزل السياسة على لافته يحملها، كان مضمونها "يحرم مدى الحياة من حقوقه السياسية كلا من عمل فى رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء أو الوزارات أو الحزب الوطنى المنحل أو البرلمان أو فى مكاتبهم السياسية أو لجانهم ابتداء من تولى الرئيس السابق، وختمها بعبارة: "لن نقبل الترقيع".