بعث الله عز وجل إلينا رسوله الكريم محمدًا "صلى الله عليه وسلم"، وأيَّده بمعجزات كثيرة، فهل كان من معجزات النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" أنه لم يكن له ظل؛ بمعنى: أنه عندما كان يقف في الشمس لم يُر له ظل؟ لاشك أن الله عز وجل أكرم نبيه محمدًا "صلى الله عليه وسلم" بمعجزات كثيرة، وأهم هذه المعجزات وأعظمها المعجزة الخالدة التي تكفل الله عز وجل بحفظها من التحريف والتغيير والتبديل، معجزة القرآن الكريم؛ الذي قال الله تعالى في شأنه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر: 9]. هذه المعجزة التي تحدى الله تعالى بها الثقلين الإنس والجن: "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" [الإسراء: 88]. أما بخصوص معجزة عدم ظهور ظل له "صلى الله عليه وسلم" في الشمس أو القمر، فقد ذكرها بعض أصحاب السير والشمائل، كما ذكرها بعض العلماء في خصائصه "صلى الله عليه وسلم" من كتب الفقه. قال البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع": لم يكن له "صلى الله عليه وسلم" فيء أي ظل في الشمس والقمر؛ لأنه نوراني، والظل نوع من الظلمة.. ويشهد له أنه سأل الله تعالى أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورًا، وختم بقوله: واجعلني نورا. وجاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا واجعل لي نورًا. اللهم صل وسلم على سيدنا ومولانا محمد شجرة الأصل النورانية، ولمعة القبضة الرحمانية، وأفضل الخليقة الإنسانية، وأشرف الصور الجسمانية، ومعدن الأسرار الربانية، وخزائن العلوم الإصطفائية، صاحب القبضة الأصلية والبهجة السنية والرتبة العالية، وصل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه عدد ماخلقت ورزقت وأمت وأحييت إلى يوم تبعث من أفنيت وسلم تسليمًا كثيرًا والحمد لله رب العالمين. المصدر: إسلام ويب مع بعض التعديل والإضافة