أعرب الدكتور نبيل شعث، عضو وفد المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيليةن عن استياء السلطة الفلسطينية من الموقف الأمريكى في التعامل مع التعنت الإسرائيلي والاستمرار في الاستيطان، وأكد أن هناك خيبة الأمل فى الرهان على الموقف الأمريكى الذى كان أقل بكثير مما كان متوقعاً، ومن أن يحمل إسرائيل المسئولية عن فشل عملية التفاوض، مشيرا إلى وجود ثلاثة خيارات فلسطينية للتعامل مع الجمود الحالي في عملية السلام. وأوضح شعث، في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، أن إعلان هيلارى كلنيتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، فى مركز "سابان" الأمريكي لسياسات الشرق الأوسط أمس، بأن عملية السلام عادت للوراء خطوة ثانية بالمفاوضات غير المباشرة، بدد أى طموح فلسطينى فى أن تكون هناك أوراق ضغط حقيقية لدى الإدارة الأمريكية فى مواجهة إسرائيل. وحول الرهان على ما سيحمله جورج ميتشل المبعوث الأمريكى لعملية السلام، أوضح شعث أنه لا توجد ملامح واضحة حتى الآن حيال أى مخطط جديد يمكن القبول به، حيث إن السلطة الفلسطينية متمسكة بالموقف الخاص بضرورة تجميد الاستطيان الذى يقضم الأراضى الفلسطينية، ويهدد أى اتفاق يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية، لكنه أكد فى السياق ذاته أن هناك اتفاقاً على الاستماع إلى ما سيحمله المبعوث الأمريكى فى جعبته الأسبوع المقبل لدى زيارته إلى المنطقة. وقرأ شعث الموقف الراهن على أن هناك ثلاثة خيارات جاهزة الآن يجب التعامل معها، أولها، الاعتماد على صمود الشعب الفلسطينى فى مواجهة الصلف الإسرائيلى والضعف الأمريكى، ثم الرهان على موقف عربى موحد يمكن التوصل إليه فى خلال أيام مع اجتماع لجنة المتابعة العربية، والأدوار الموازية التى تقوم بها الدول العربية فى هذا السياق ومنها الحوارات المتواصلة بين العرب لمتابعة مستجدات القاهرة مثل الحوار المصرى القطرى، بالإضافة إلى الحصول على مزيد من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67. ومن المنتظر أن يبحث شعث ووفد فسطينى مطلع الشهر المقبل فى القاهرة بشكل منفصل ترتيبات تلك المستجدات والتشاور مع القاهرة حيال مستقبل عملية السلام برمتها. وكان محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطنيةن قد أعلن عن سبعة خيارات تمثل أوراقا لدى السلطة يمكن اعتمادها فى ظل الجمود الراهن الذى يعترى عملية المفاوضات التى عادت إلى الوراء خطوة ثانية إلى المفاوضات غير المباشرة وفق إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلنيتون، ذلك أمس فى مركز سابان. وفى سياق متصل، أوضح طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية فى المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، فى مقابلة مع بوابة "الأهرام"، أن الإدارة الأمريكية تتحدث مع أطراف عملية السلام عن تلاقٍ فى منتصف الطريق لتلاقى عملية انسداد كاملة فى مسيرة المفاوضات حتى مع تراجعها إلى مرحلة المفاوضات غير المباشرة، فهى تعتمد الآن إستراتيجية متعددة المسارات بتأجيل العقبات الكبرى فى المفاوضات، وهى ملفا "الاستيطان" و"حق العودة"، وتطرح مرحليا إمكانية التفاوض حول ملفى "الأمن" و"الحدود"، بترتيب لقاءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف فهمى، أن الإسرائيليين يريدون الآن "صفقة أمنية" تتجلى فى وجود قوات إسرائيلية فى غور الأردن وحسم الإشكاليات الأمنية، ثم الدخول فى مفاوضات خطوة بخطوة وفق ما تسميه إسرائيل مفاوضات من الألف إلى الياء، فى حين أن الجانب الفلسطينى يريد أن يسابق الزمن فى اتجاه آخر، وهو زيادة حركة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، واستنفار همة العالم العربى فى ذلك، واللعب على أوراق أخرى بمعاونة عربية أيضاً فى المحافل الدولية، خاصة مجلس الأمن من أجل التأكيد على المرجعيات الخاصة بالملف الفلسطينى على الأقل فى الوقت الراهن.