استشهد 5 فلسطينيين الأحد فى غارات جوية إسرائيلية على بلدة دير البلح فى جنوب قطاع غزة فى واحدة من أكثر الهجمات دموية على القطاع منذ بداية العام الجارى، فى الوقت الذى أكد فيه القيادى الفلسطينى نبيل شعث أن عملية السلام دخلت غيبوبة عميقة، بينما تراجع الرئيس محمود عباس «أبومازن» عن تهديده بخيار حل السلطة لتجنب خلق حالة من الفوضى، مؤكدا أنه سيبقى لأن لديه مشروعا يسعى لإتمامه وهو إقامة الدولة الفلسطينية بالخيارات السلمية والسياسية. وأفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية بأن غارات شنتها طائرات الاحتلال على دير البلح أوقعت 5 شهداء من جماعة سلفية لم يحدد اسمها وأفادت مصادر أخرى بأن الشهداء من فصائل مقاومة صغيرة انشقت عن حماس والجهاد ولا تلتزم بهدنة وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وأعلنت مصادر فلسطينية أن الشهداء كلهم فى العشرينيات من العمر وهم خليل الطويل ومحمد العصار وعبدالله الشريحى وأشرف أبوسبت وأحمد الزعلان وقال مصدر من حكومة حماس المقالة فى القطاع إن جثثهم وصلت إلى المستشفيات ممزقة الأشلاء بفعل الإصابات المباشرة بصواريخ الاحتلال. وتحدث شهود عيان عن وقوع أكثر من انفجار فى المنطقة التى سقط فيها الضحايا، بينما تجمع المئات من الفلسطينيين أمام المستشفى الذى نقل إليه الضحايا، مرددين عبارات تطالب بالثأر. وتتزامن الهجمات الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة، مع جمود عملية السلام بعد إعلان الولاياتالمتحدة فشلها فى إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان وهو شرط يطالب به الفلسطينيون لاستئناف المفاوضات المباشرة، وبدأ الحديث يدور عن مقترح أمريكى جديد باسم المفاوضات المتوازية، بينما قال شعث إن عملية السلام دخلت فى «غيبوبة عميقة»، معتبرا أن مقترحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بإعادة إطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين غير «مجدية بتاتا»، وقال: «أعتقد أننا لن نستأنف المفاوضات قريبا لأن المسار التفاوضى سخيف لم يعد له أى مصداقية»، وتحدث شعث عن شعوره ب«القرف« أمام حالة المراوحة فى المفاوضات. وبدوره، قال «أبومازن» لصحيفة «الرأى» الأردنية إنه لن يتنحى عن رئاسة السلطة الفلسطينية لأنه صاحب مشروع وطنى أمضى عمره مناضلا للوصول إلى غايته وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بالوسائل السلمية والسياسية على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية، على صعيد متصل، قال فياض إنه لا يعتزم إعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد، معتبرا أنها فى هذه الحالة لن تكون سوى «دولة ميكى ماوس» مع بقاء الاحتلال، وأضاف أن خطته لبناء مؤسسات الدولة قبل صيف 2011، تسير فى الخط المرسوم لها، إلا أن السيادة تتوقف على موافقة إسرائيل، مؤكدا أن «واقع الدولة يمكن أن يكون موجودا من جهة المؤسسات العاملة، لكن مع بقاء الاحتلال على أراضينا فإنها لن تكون دولة ذات سيادة وإنما دولة ميكى ماوس وهو ما لا نريده، بل نريد دولة فلسطينية ذات سيادة نعيش فيها نحن الفلسطينيين شعبا حرا». وكانت البرازيل والأرجنتين والأوروجواى وبوليفيا قد أعلنت اعترافها ب«فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة« فى حدود 1967، لكن مجلس النواب الأمريكى أدان أى إعلان أو اعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية ودعا إلى تسوية عبر التفاوض. فى غضون ذلك، رأت منظمة «هيومان رايتس ووتش» فى وثيقة أن الولاياتالمتحدة يجب أن تخصم من مساعداتها لإسرائيل التى تبلغ 2.75 مليار دولار سنويا نحو 1.4 مليار دولار وهو قيمة الدعم المالى الذى تقدمه تل أبيب للاستيطان فى الضفة، وفى القاهرة، أدانت جامعة الدول العربية، جريمة اغتيال الفلسطينيين الخمسة، مؤكدة أن التصعيد الإسرائيلى يأتى نتيجة »الصمت الدولى على انتهاكات سلطات الاحتلال». قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضى العربية المحتلة فى الجامعة السفير محمد صبيح، إن ما جرى «جريمة نكراء» تضاف إلى سجل إسرائيلى دموى أسود، ضحاياه من المدنيين العزل.