في الوقت الذي نفت فيه مصادر فلسطينية ما تردد من أنباء عن مفاوضات متوازية ترعاها الإدارة الأمريكية مع كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مع نحو سبعين شخصية إسرائيلية تناول معهم مستقبل عملية السلام وأسباب تعثر حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فيما أكد عباس أنه لن يتنحي عن رئاسة السلطة الفلسطينية لأنه صاحب مشروع وطني، وأضاف أبومازن في حوار مع صحيفة «الرأي» الأردنية أمس: «أن حل السلطة الفلسطينية والمغادرة سيؤدي إلي فوضي، غير أنه أكد ضرورة «التفكير في شيء لنضع إسرائيل في الزاوية». وأوضح أنه لابد من المضي في الخيارات كلها وأن السلطة بدأت في الخيار الأول وهو الذهاب إلي مجلس الأمن من أجل وقف الاستيطان. ووصف أبومازن الرفض الأمريكي للرجوع بالملف الفلسطيني إلي مجلس الأمن بأنه خاطئ لأننا في الأساس لم نذهب إلي مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية ولكن من أجل مسألة الاستيطان، وعدم شرعيته. وأضاف: الأمريكان يستبقون الأحداث، ويتحدثون عن أن السلطة الفلسطينية تريد أن تذهب لمجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا غير صحيح ولكن هذا أحد خياراتنا في المستقبل، وليس الآن. كما أكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في حديث لقناة التليفزيون الإسرائيلية الثانية أنه لا ينوي إعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد، معتبرا أنها لن تكون سوي «دولة ميكي ماوس» مع بقاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال فياض في حديث سجل في وقت سابق من هذا الأسبوع في واشنطن وبث في إسرائيل أمس الأول «ما نسعي إليه هو دولة فلسطينية، نحن لا نسعي إلي إعلان استقلال إضافي»، موضحا أن خطته لبناء مؤسسات الدولة قبل صيف 2011، تسير في الخط المرسوم لها، إلا أن السيادة تتوقف علي موافقة إسرائيل. وقال إن «واقع الدولة يمكن أن يكون موجودا من جهة المؤسسات العاملة، لكن مع بقاء الجيش علي أراضينا فإنها لن تكون دولة ذات سيادة وإنما دولة ميكي ماوس». ومن جانبه اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نبيل شعث أن عملية السلام مع إسرائيل في «غيبوبة عميقة»، ووصف المقترحات الأمريكية لاستئناف المفاوضات بأنها «عديمة الفائدة مطلقا». وأكد شعث أيضا أن الفلسطينيين بحاجة إلي تعديل التوازن بينهم وبين إسرائيل، مستبعدا في الوقت نفسه اللجوء في هذه المرحلة إلي الكفاح المسلح، وتحدث في هذا السياق عن «نموذج كفاح جنوب إفريقيا الذي قام علي أربعة أركان، وهي النضال الشعبي والتحرك الدولي والوحدة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة». من جهة ثانية، أشار المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إلي أنه «لا يوجد حتي الآن موقف فلسطيني نهائي بخصوص الدولة الفلسطينية». ونقل راديو سوا عن أبوردينة قوله إن «الموقف الفلسطيني واضح حيث ستعطي الفرصة الكاملة للجهود الأمريكية من أجل الوصول إلي حل الدولتين من خلال المفاوضات». وأضاف: «إذا ما توقفت المفاوضات نتيجة للفشل الأمريكي والرفض الإسرائيلي فلابد من فتح جميع الخيارات، ومنها الذهاب إلي مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وإلي بقية الخيارات». في غضون ذلك طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان نشر أمس الولاياتالمتحدة بأن تخصم مساعدتها لإسرائيل البالغة 2.75 مليار دولار قيمة الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة الإسرائيلية للاستيطان في الضفة الغربية، والذي يصل إلي 1.4 مليار دولار. وفلسطينيا أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن وفدا قياديا من الأراضي الفلسطينية والخارج توجه أمس إلي القاهرة لعقد لقاءات قيادية موسعة مع وفد من حركة فتح، تتناول العلاقات الوطنية الفلسطينية بما فيها المصالحة الوطنية وسبل تطوير وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير مع مراجعة شاملة للسياسة الفلسطينية والتعنت الإسرائيلي. وميدانيا استشهد خمسة مقاومين فلسطينيين نتيجة استهدافهم مساء أمس الأول من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية بالقرب من مفترق أيو هولي جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.