اجتمع مواطنون دانماركيون مسلمون وغير مسلمين، مساء أمس، في وسط العاصمة كوبنهاجن، وبالتحديد في الساحة نفسها التي اعتدى فيها "جاسموس بالودان" رئيس حزب "النهج الصلب" اليميني المتطرف، على القرآن الكريم، في رسالة إلى كل مزدري الأديان بانتصار إرادة الحوار والتواصل والتضامن والتعايش ونبذ الفرقة والعنف. جاء ذلك على إثر تنديد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، في بيان رسمي، بالفعل المشين بحق المصحف الشريف الذي أقدم عليه رئيس حزب "النهج الصلب" اليميني المتطرف، مما أثار غضب الجاليات المسلمة، في مدينة كوبنهاجن، ورد فضيلته على الإساءة بالإحسان حين تآزر مع مسيحيي العالم وواساهم في احتراق برج كاتدرائية نوتردام في فرنسا. وفي تغريدة له على تويتر، نقلها موقع "إسكندنافيا ديلي نيوز"، استنكر "لارس لوكا" رئيس الحكومة الدانماركية الحملة العنصرية التي يقودها اليميني المتطرف "جاسموس بالودان" والتي وصفها بالاستفزازات التي ليس لها أي معنى، أو غرض سوى إحداث الانقسامات داخل المجتمع الدانماركي. ودعا "لوكا" الجميع إلى مواجهة هذه الأفعال المسيئة بالحجج والحكمة، مطالبًا الجميع بعدم الانزلاق وراء الأعمال المهينة التي تستهدف أهل الأديان، والتي من شأنها أن تحدث صدعًا يهدد وحدة المجتمع الدانماركي والعيش السلمي بين جميع المواطنين بكل أجناسهم وعقائدهم. وفي تعليقه على الحدث، قال حسين الداودي، رئيس المجلس الإسكندنافي للعلاقات ل"بوابة الأهرام": هذا الحدث يعد من تبعات الحادث الأليم الذي طال المصلين في المسجدين بنيوزيلندا على يد إرهابي، ولكن مازالت كل المؤسسات الإسلامية متماسكة أمام هذه الإساءات، ولا تقابل العنف بالعنف، ومن جهتنا أوصينا الجاليات المسلمة بالتهدئة، وعدم الانجرار وراء مثل هذه الاستفزازات، والوصول لحلول فعلية مع السلطات، خصوصًا أن الدانمارك مشرفة على انتخابات برلمانية، ومن مصلحة اليمين المتطرف إحداث اضطرابات وإلصاقها بالمسلمين.