يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تأتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الأمريكيةواشنطن في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها. ومن المقرر أن يبحث السيسي مع ترامب، آخر مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن، وجهود مصر في تحقيق الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف، ودفع جهود التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تموج بها المنطقة. ويستضيف ترامب، الرئيس السيسي، في 9 أبريل الحالى لبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية والأولويات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط. وسوف يبحث الزعيمان البناء على التعاون القوي في المجالات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي، والدور طويل الأمد الذي تضطلع به مصر كدعامة أساسية للاستقرار الإقليمي. شهدت العلاقات المصرية - الأمريكية تطورا كبيرا خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين من خلال التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد إطار مؤسسي يتسم بصفة الاستمرارية وهو ما يُطلق عليه الحوار الإستراتيجي، لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات المصرية - الأمريكية. يرى البعض أن أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الحالية لواشنطن ستدفع العلاقات بين البلدين بقوة نحو الأمام خصوصا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يكن احتراما كبيرا للرئيس عبد الفتاح السيسى ويعتبره قائدا عظيما، لذا أجرت "بوابة الأهرام" استطلاعا لآراء بعض المتخصصين حول أهمية تلك الزيارة وطبيعة العلاقات بين البلدين.. قال النائب كريم درويش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن العلاقة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية مبنية على أساس الاحترام المتبادل بين الإدارة المصرية والأمريكية. وأكد أن قرارات ومواقف مصر ثابتة لا تتغير كما أن الرؤية المصرية للصراعات والملفات دائما ما تثبت الأيام صحتها وصدقها، وإنها الأقرب للواقع، موضحا أن هذه الزيارة تأتي ضمن الزيارات الدورية للاستماع لوجهة النظر وللتنسيق والتشاور في كثير من الأمور والقضايا. قال الدكتور مصطفى، الفقى المفكر السياسي ومدير مكتبة الإسكندرية، إن أهم الملفات التي سيتم مناقشتها خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة ومباحثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هى الحفاظ على الأمن ومحاربة الإرهاب والتعاون الاقتصادي. وأشار الفقى، إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا واسعا بين مصر وأمريكا في كثير من القضايا الإقليمية، مؤكدا أهمية الدور الذي تلعبه مصر في سبيل تحقيق الاستقرار للدولة الليبية والمنطقة. وأضاف المفكر السياسي أن سياسة مصر الخارجية تعتمد دائمًا على إقامة علاقات متوازنة مع كافة الدولة وتمد يد العون والتعاون لجميع دول العالم لتحقيق المصلحة المشتركة. وأكد الفقى، أن العلاقات المصرية- الأمريكية استراتيجية وذات خصوصية شديدة، حيث إنها متشعبة وممتدة، وتسعى مصر لإقامة علاقات متوازنة مع كل دول العالم من أجل جذب مزيد من الاستثمارات إلى مصر. أكد النائب أشرف عثمان، عضو مجلس النواب، أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يؤكد تنامي العلاقات بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية. وأشار، إلى أن الرئيس السيسي استطاع إعادة العلاقات المصرية - الأمريكية إلى سابق ازدهارها سياسيًا واقتصاديًا، وفي مجالات عدة. ولفت الانتباه إلى أن لقاء السيسي وترامب كان واحدًا من أهم لقاءات القمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الماضية، وحاز انتباه العالم خصوصا أنه شهد تأكيدًا مصريا أمريكيا على زيادة التعاون لدحر الإرهاب وتجفيف موارده والتصدي لنشاط الإرهابيين، وكذلك الدول الراعية للعنف والفوضى. من جانبه رأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الإدارة الأمريكية الحالية عملت كثيرًا على عودة العلاقات المصرية - الأمريكية الطيبة والقوية بين الجانبين، خصوصا عقب التغيير الإيجابي الذي حدث في مصر. وأشار فهمى، إلى أن مصر دولة محورية في الشرق الأوسط ولديها القدرة على فتح العديد من الملفات والعمل على حلها منها ملفات تصحيح الخطاب الديني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية و الكثير من الملفات التي تهم المجتمع الدولي. وأكد أن علاقات مصر بالدول الخارجية قائمة على التنوع والتوازن بما يخدم مصلحة مصر، وهو المعادلة الصعبة الذي استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحقيقهما والذى حقق نتائج ملموسة من خلال حرص كافة الدول الكبرى في إقامة جسور وعلاقات قوية مع مصر. واختتم حديثه مؤكدا أن العلاقات الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة تصب في مصلحة البلدين والشعبين. يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يبدأ اليوم الأحد جولة خارجية تشمل زيارة كلٍ من غينيا، والولايات، المتحدةالأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال. تأتى جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب أفريقيا في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لا سيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية، خاصة في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي. كما أنه من المنتظر أن يعقد الرئيس خلال الجولة الأفريقية سلسلة مكثفة من المباحثات الثنائية مع زعماء كلٍ من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلا عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي والهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة.