كعادتهم لا يترك المصريون فرصة إلا وتتجلي فيها خفة دمهم.. فالضحكة هى سلاحهم في مواجهة أحلك الأوقات مثلما حدث خلال ثورة 25 يناير.. ورغم قيظ الشمس وشدة الحرارة أمس واليوم خلال انتخابات الرئاسة فقد تجلت خفة دمهم في العديد من المواقف التي ترصد بوابة الأهرام بعضا منها. فصورة المرأة التي تحمل "مشنة" كانت المسيطر على المشهد الانتخابي اليوم، حين ذهبت امرأة تدعى "السيدة عبد الغنى" للإدلاء بصوتها أمام لجنة مدرسة محلة القصب للتعليم الأساسى بمركز كفرالشيخ، عقب عودتها من السوق بالقرية، وهى تحمل "مشنة" الخضار على رأسها، لكن منعها الجنود المكلفون بتأمين اللجنة من الدخول، بينما أصرت على التصويت. السيدة، قدر ما كانت متمسكة بحريتها فى الإدلاء بصوتها لاختيار رئيسا للجمهورية كانت أيضا متمسكة بأن يقوم أحد بحراسة "المشنة".. ففي صوتها الانتخابي حريتها وفي ال "مشنة" لقمة عيشها. وفي محاولة لتجربة طعم الحرية أصرت طفلة تبلغ من العمر نحو 4 سنوات، على مشاركة والدتها، في أول يوم للتصويت، بإحدى اللجان بالقاهرة. وانخرطت الطفلة في صراخ شديد وكأنها تتمسك بقطعة حلوي، لكي تتمكن من التصويت، وعلى الرغم من شدة زحام الناخبين، فإن ضابط الشرطة المكلف بتأمين اللجنة اصطحب الطفلة وقام بغمس أحد أصابعها في الحبر الفسفوري كنوع من المشاركة الانتخابية لها وتحقيق مطلبها. أما "جحا وحماره".. فهو التعبير الذي تداوله الكثيرون معقبين على موقف طريف شهدته إحدى اللجان الانتخابية بقرية تتبع محافظة البحيرة، حيث أصر مزارع بسيط على دخول مقر اللجنة راكبا "حماره". ووسط حالة من المرح التى سادت طابور الناخبين المصطفين انتظارا للإدلاء بأصواتهم، وافق المشرفون على اللجنة على دخول الرجل وحماره ، نظرا لكبر سن الرجل . "مش هزعل حد" بتلك العبارة ردت إحدي الناخبات المسنات بإحدي لجان وجه قبلي، على سؤال أحد أعضاء حملة انتخابية حول مرشحها، مؤكدة أنها ستختار الجميع حتى لا يغضب أحد. وتظل الواقعة الأكثر سخرية من مشهد السباق الرئاسي، واقعة غريبة شهدتها إحدى اللجان الإنتخابية بمحافظة أسيوط، خلال أحداث يوم الأربعاء، أول أيام التصويت، حين قام أحد الناخبين في الخمسين من عمره، بالشطب على صور وأسماء المرشحين في بطاقة التصويت وكتب بطول الورقة عبارة "أرشح الرئيس مبارك" مقتنعا أن لا أحد من المرشحين يصلح خلفا له. وتبقي حرارة الجو.. تصاحب الناخبين حتى غلق باب التصويت على الإنتخابات في التاسعة من مساء اليوم الخميس، فيما لم تخل طوابيرهم من روح الدعابة وتبادل النكات حول الرموز الانتخابية لمرشحي الرئاسة.